עמוד:141
نقرأ أحلم بصوت عال 6 / 1 دخلمديرالمدرسةصفنانحوالساعةالتاسعة . كلسنةيسلمناالشهادةالنهائيةشخصيا . كنت أعرف سلفا أن علاماتي جيدة ، لكني لم أتصور قط أن أكون الأول في الصف . أطَرى علي المدير بالثناء وركز على أني كنت في البداية تلميذا متوسطا نسبيا ، وصرت الآن قدوة لكل الصف . كالعادة ، استمع إليه تلاميذ الصف بنفاد صبر ، فقد كانوا يريدون أن يفلتوا من الصف ليذهبوا إلى البيت ، فيلقوا الحقيبة المدرسية في إحدى الزوايا ويخرجوا للعب . أنا ، ابن الخباز ، أنا الأول في الصف ! كنت أود احتضان كل الدنيا . عندما دخلت باب البيت مقتحما ، كدت أتعثر بصديقة أمي الجالسة معها في ظل شجرة البرتقال ترتشفان القهوة . قبلتني أمي فخورة وتقبلت تهاني جارتها بسرور . كنت متلهفا لأري شهادتي الرائعة لوالدي ، ظانا أني سأتمكن من أن أبرهن له أني أستحق متابعة الدراسة . فهو يشكك في ذلك دوما . احتشد الناس كالعادة أمام المخبز لكنني تسللت مثل ثعبان متمرس بين الناس ودخلت إلى البسطة حيثُ يقف والدي وأعلنت له بصوت عال عن فرحي بتفوقي ، لكنه لم يأبه بي وببشارتي ، رغم محاولاتي . كان اهتمامه مصبوبا على زبائنه ونقوده . صرخ في وجهي فجأة : " ما لك واقف هنا ? عاون مصطفى الأبله هذا ، فالأرغفة تتكوم أمامه وهو يجرجر رجليه على الأرضية مثل سلحفاة ، مع أن الرف فارغ . " أعرف تماما ، لم يكن يريد أن يسمعني . إنه لا يحب
|