עמוד:109

الفصل السادس الحياة أجمل أسطورة نعيشها في مدينة فينين بالدانمارك وفي حجرة صغيرة متواضعة كان يعيش زوجان شابان . وفي الثاني من نيسان عام 1805 رقد على السرير مولود يصرخ بالحيوية . إنه أنا ، هانز كريستيان أندرسن . كان والدي قد حصل على قسط من التعليم؛ مما جعله يزن الأمور بعقله ، أما والدتي فكانت تقيس كل شيء بالعاطفة . كانت مدينة أودنز في سنوات طفولتي الأولى تختلف كثيرا عما عليه الآن . كان هناك الكثير من مظاهر العادات والتقاليد والحتفالت الشعبية . ومن الـمؤكد أن هذه العادات كان لها تأثيرها العميق على كياني ، وأضافت على طفولتي ألوانا من البهجة والشاعرية . وتظهر الذكريات الأولى أمامي مثل الأحلام الـملونة التي ل نستطيع نسيانها بالكامل . كنت طفلا عجيبا كثير الشرود؛ اعتدت أن أطوف في الطرقات وأنا أغلق عيني حتى اعتقد الناس أن نظري ليس على ما يرام . كان بيت طفولتي يتكون من غرفة واحدة صغيرة ، تحتل المائدة الخشبية جزءا كبيرا منها حيث يعمل عليها والدي في صناعة الأحذية ، وبجوارها سرير ، ثم اللوحة الخشبية التي أنام عليها بجانب الحائط . وكانت الجدران مزينة بمجموعة من الصور ، وفوق خزانة قديمة عدد من الفناجين الجميلة والأكواب الزجاجية ومجموعة من التحف . في ركن الحجرة بجوار النافذة يوجد رف فوقه بعض الكتب والنوتات الموسيقية . وفي المطبخ الصغير رف قديم أخضر اللون للأطباق معلق فوق دولب الطعام . كانت الغرفة الصغيرة تبدو في نظري واسعة فاخرة ، حتى الصورة الـمرسومة بداخل تجويف الباب لمنظر طبيعي كانت تمثل لي في ذلك الوقت ما أشعر به اليوم داخل معرض للوحات الفنية . كان هناك سلم في الـمطبخ يؤدي إلى سطح البيت المائل ، وفوق تلك المساحة الملتصقة بمنزل الجار وضع صندوق خشبي مملوء بالطين ينبت فيه البقدونس . ويمثل هذا الصندوق الحديقة الكاملة التي تمتلكها أمي . كان أبي يتركني أفعل ما أريد ، ويمنحني كل حبه وعطفه . يستغل أوقات الفراغ لديه كل يوم أحد ويصنع لي اللعب . كان لدي صندوق العجائب وعرائس مرحة تستطيع أن تحني رؤوسها . قام أبي بصنع مسرح صغير لي من الصور التي تتغير عندما نجذب الخيط المربوط بها . وكثيرا ما كان يقرأ لي ولأمي في الليل حكايات "لفونتين" وهزليات "هولبرج" أو يقرأ من قصص "ألف ليلة وليلة . " وبجوارنا كانت تعيش أرملة قسيس ، وهي السيدة "بنكفولد . " في بيتها سمعت لأول مرة كلمة شاعر تتردد على الألسنة بشيء من الإطراء والتعظيم . كانت أخت "بنكفولد" تقول : "أخي .. الشاعر" بينما عيناها تلمعان فخرا . فتعلمت منها أنه من دواعي العظمة والمجد أن يكون الإنسان شاعرا . أصبحت أتردد كثيرا على السيدة "بنكفولد ، " وانهمكت في تعلم الحياكة في هذه السن المـبكرة ، فقد كان ذلك بالنسبة لي مهما للغاية ، من أجل عرائس مسرحي . وإلى جانب حياكة ملابس عرائسي قمت أيضا بعمل وسادة للإبر والدبابيس من الحرير الأبيض وأهديتها للسيدة " بنكفولد" في عيد ميلادها . وعندما تقدم بي العمر _ بعد مرور سنوات وسنوات _ رأيت تلك الهدية محفوظة في بيتها .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר