עמוד:9

نظرة أخرى طيلة غالبية العصور التاريخية كانت التغيات التي طرأت عل سطح الكرة الأرضية بطيئة وقليلة ، كما أن تأثي الإنسان عل البيئة كان قليلا أيضا لم يتغير العالم ، دائما ، بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع ، كما يحدث اليوم . على مدار معظم التاريخ البشري وحتى قبل نحو 200 سنة ، كانت التغيرات التي حدثت في العالم قليلة ، كما كانت وتيرتها بطيئة أيضا . عدد سكان العالم كان قليلا جدا ، والتغييرات التي أحدثها الإنسان في الحيز محدودة . لذلك كان تأثير الإنسان على المنظر الطبيعي قليلا جدا . فيما يلي بعض الأمثلة : غالبية المباني التي شيدها الإنسان كانت من مواد قابلة للنفاد ، مثل : الخشب أو الطوب الطيني ، ولذلك تآكلت هذه المباني وتفتتت بمرور الوقت ، حتى أنه لم يبق منها أي أثر تقريبا . كما أن الأدوات والمنتجات التي استخدمها الإنسان كانت مصنوعة من مواد طبيعية قابلة للنفاد . لذلك مع مرور الوقت تآكلت النفايات التي بقيت منها وتفتتت ولم يبق منها شيء تقريبا . لقد تم معظم الإنتاج يدويا ، لذلك كانت كمية المنتجات التي أنتجها الإنسان قليلة نسبيا . كان معظم الطرق التي استخدمها الإنسان للتنقل طرقا ترابية ضيقة وانتشارها في الحيز كان محدودا جدا . تمت التنقلات غالبا مشيا على الأقدام ، أو ركوبا على الدواب ، أو بواسطة وسائل النقل المائية ، ولم ينتج عنها أي تلويث للهواء . البنى التحتية ، مثل : شبكات الكهرباء ، الهاتف ، الشوارع ، المجاري ، الكوابل وغيرها – لم تكن موجودة ، ولذلك لم يكن لها أي حضور في الحيز . عاش معظم الناس في بلدات قروية واعتاشوا من العمل في الزراعة . لقد فلحوا الأرض بدون استعمال الأسمدة والمبيدات الكيميائية ، ولذلك لم تتلوث التربة أو المياه . بالإضافة إلى ذلك ، لقد فلحوا الأرض ، عادة ، لسد احتياجاتهم الشخصية ( لا للتجارة ،( لذلك كان حجم فلاحة الأرض محدودا جدا . وهكذا ، وطوال آلاف السنين ، لم يكن تأثير الإنسان على الكرة الأرضية شيئا يستحق الذكر ، والمناظر الطبيعية هي التي سادت الحيز . أما في الأجيال الأخيرة ، فقد بدأ الإنسان بالتدخل في المنظر الطبيعي على نطاق واسع جدا ، وبوتيرة متزايدة يوما بعد يوم . نتيجة لذلك ، يزداد انتشار المناظر من صنع الإنسان وقد أخذ الحيز يتغير حتى يكاد لا يعرف . قرية في غامبيا ، أفريقيا . لو هجر سكان القرية المكان ، لاختفت آثارهم بعد عدة سنوات آثار من مدينة حتسور التي ورد ذكرها في التوراة ، وكانت إحدى أكبر وأهم المدن في البلاد في الألف الثاني قبل الميلاد . معظم مباني المدينة التي بقي لها أثر هي المباني العامة التي بنيت بالحجارة . أما المباني السكنية التي بنيت في الأساس بمواد قابلة للنفاد ، فإنه لم يبق منها أثر تقريبا

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר