|
עמוד:245
ماذا يتدفق في جداول إسرائيل؟ حتى مطلع القرن العاشر تدفقت مياه عذبة في جميع الجداول وتوفرت فيها الكائنات الحية والنباتات التي تميز المياه والجداول . استخدم سكان المنطقة مياه الوديان لأغراض الاستحمام والسباحة والملاحة وصيد السمك والاستجمام . أما اليوم فإن الوديان الرئيسية الـ 15 التي تجري شرقا إلى نهر الأردن وبحيرة طبريا ، والوديان الرئيسية الـ 12 التي تجري غربا إلى البحرالأبيض المتوسط ، ذات تلوث متفاوت . كما إن نهر الأردن أيضا ، بعد خروجه من بحيرة طبريا باتجاه الجنوب ، يصبح ملوثا . تحول جزء كبير من وديان بلادنا إلى قنوات تنقل مياه الفيضانات ومياه المجاري من المدن والمصانع ، التي تنبعث منها الروائح الكريهة وتلقى فيها نفايات صلبة . أكثر الوديان بؤسا هي الوديان المتدفقة إلى البحرالأبيض المتوسط ، التي تمر في أكثر مناطق البلاد اكتظاظا بالسكان وتصب فيها كميات كبيرة من مياه المجاري من تلك المنطقة ( و . ( 27 كانت هناك عمليتان أساسيتان أديتا إلى تقويض أوضاع الوديان في إسرائيل : ضخ المياه في أماكن المنابع : كانت المياه تضخ في سنوات الخمسين والستين من أماكن منابع الوديان وتنقل في أنابيب إلى شبكة المياه القطرية . نتيجة لذلك هبط منسوب المياه في الوديان ، وفي كثير من الحالات جفت الوديان وأصبحت كاذبة . تصريف مياه المجاري في الوديان : نتيجة لذلك هبطت جودة المياه في الوديان وحولتها كمية الجراثيم والمواد الخطيرة الموجودة فيها إلى أماكن تشكل خطرا على الصحة . تتغلغل مياه الوديان الملوثة حتى تصل إلى المياه الجوفية فتلوثها . وهناك مشكلة أخرى هي أن مواد سامة لا تذوب في المياه ترسبت في قعر مجاري الوديان وهي تشكل خطرا صحيا كبيرا . أدت هذه التحولات إلى إبعاد الجمهور عن الوديان وحظرت السباحة والملاحة في مياهها . وقد لحق ضرر كبير بالكائنات الحية والنباتات في مجاري الوديان وضفافها ، بل اختفى بعضها كليا . ماذا تفعل السلطات لتغيير الوضع في الوديان؟ نص قانون المياه لعام 1959 على أن جميع مصادر المياه في الدولة هي ملك الجمهور ، ولذلك يحظر القيام بأي نشاط من شأنه التسبب بالتلوث . لكن في أواخر سنوات الثمانين فقط بدئ بمعالجة الوديان . وهذا ما سنتناوله في الصفحات التالية . و . 27 وديان تشهد عملية ترميم في إسرائيل ، 2005 و . 28 مياه مجاري من مصانع صرفت إلى وادي المقطع مباشرة عام 2000
|