עמוד:171

حدثت منذ سنوات الثمانين من القرن العشرين ، مرة أخرى ، عملية تكاثف في البلدات العربية ، ونجم ذلك بالأساس عن تراجع مساحة الأراضي المعدة للبناء . بنيت البيوت الجديدة على المناطق المفتوحة الواقعة بين البيوت القائمة ، وفي كثير من الأحيان أضاف المواطنون طبقات أخرى للبيوت القائمة . وشهد مركز البلدة عملية تجدد ، فقد مر بعض المباني القديمة بعملية ترميم ، فيما هدم بعضها الآخر لتبنى مكانه بيوت جديدة متعددة الطوابق ، وبالإضافة إلى ذلك أعيدت إلى مركز القرية القديم مبان عامة ، وتجارية مصالح ، وبيوت سكنية . شهدت معمارية البلدات العربية تغيرا هي الأخرى . فالنمط البنائي العربي التقليدي ، المبني من الحجارة ، والمندمج والمتجانس مع المنظر الطبيعي حيث تحيط به النباتات والأشجار آخذ بالزوال ، ليحل محله نمط بنائي يجمع بين المركبات الشرقية والغربية . هكذا مثلا ظهرت أسطح القرميد حمراء اللون على بعض البيوت نتيجة لتأثير العمارة الغربية ، بينما بقيت الأقواس والزخرفات الأخرى نتيجة لتأثير الفن المعماري الشرقي . بالإضافة إلى ذلك تشهد السنوات الأخيرة عمليات تطور "مدنية" في البلدات العربية : فقد شقت في أجزاء مختلفة ، ولا سيما في المناطق الجديدة ، شوارع وأقيمت أرصفة . كما مدت شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي في بعض التجمعات السكانية وأقيمت مؤسسات عامة ، كالمدارس والعيادات . يجب التأكيد على أن عمليات التطور هذه تأخرت أحيانا لسنوات طويلة ولم ترق بعد إلى مستوى سد الفجوات القائمة بين البلدات العربية والبلدات اليهودية في البلاد . يمكن أن نجد في البلدة العربية اليوم شوارع حديثة واسعة ، إلى جانب الأزقة الملتوية والقديمة ، كما نجد البيوت العالية إلى جانب البيوت المنخفضة ، والمصالح الحديثة إلى جانب المصالح التقليدية . كل هذا يخلق المشاهد المتنوعة والطبيعة الخصوصية للبلدة العربية في إسرائيل . هل تعتقدون أن بلدتكم تتطور بسرعة أم ببطء؟ عللوا إجاباتكم . د . 57 البيت في الصورة يقع في بلدة عرعرة ، ويجمع في نمطه المعماري بين المركبات الشرقية والمركبات الغربية . د . 56 تقع بلدة عرابة في الجليل الأسفل ، بني قسم من البلدة بناء مكثفا ، بينما بني قسم آخر منها بناء متباعدا .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר