|
עמוד:68
العولمة رهن الخلاف مع تعاظم عملية العولمة ، تتصاعد موجات الاحتجاج العالمية ضد الدول والمنظمات الاقتصادية التي تقود العولمة . إليكم بعض الادعاءات التي يرددها معارضو العولمة : الكثير من الشركات متعددة الجنسيات لا تستثمر إلا مبالغ ضئيلة من أرباحها في تطوير اقتصاد الدول التي تنشط فيها بينما تعود غالبية الأرباح إلى الدول التي أقيمت فيها هذه الشركات ويتم استثمارها فيها . الكثير من الشركات متعددة الجنسيات تستخدم في المصانع العاملة في الدول النامية أولادا ونساء في ظروف عمل سيئة وبأجور متدنية . وهي تغلق مصانعها وتنقلها من دولة إلى أخرى حسب احتياجات الشركة فقط ، وعند مغادرتها لهذه الدول فإنها تخلف وراءها عاطلين عن العمل وتتسبب في بعض الأحيان بحدوث أزمة اقتصادية في الدولة كلها . تزيد العولمة من الفجوة بين الأغنياء والفقراء . وحتى إذا كان الفقراء لا يصبحون أقل فقرا فإن الأغنياء يصبحون أكثر ثراء ، وبالتالي فإننا نجد في العالم 1 . 3 مليار شخص يتقاضون أجرا يقل عن دولار واحد في اليوم ونجد في المقابل مجموعة صغيرة نسبيا من الأغنياء الذين تكبر ثروتهم بلا توقف . الأموال الطائلة التي تمتلكها الشركات متعددة الجنسيات تعطيها أحيانا قوة أكبر من نفوذ الحكومات . تتسبب العولمة في نشوء ثقافة عالمية متجانسة على حساب الثقافات المحلية التي تندثر تدريجيا . تتسبب الشركات متعددة الجنسيات بأضرار بيئية وخصوصا بسبب الاستغلال المفرط لموارد الدول الفقيرة ( مثلا : قطع شركات إنتاج الورق للغابات الماطرة في جنوب شرق آسيا . ( كما تقوم هذه الشركات بإنتاج كميات كبيرة من النفايات التي تلوث الدول التي تعمل فيها . وعندما تغادر المكان ، فإنها تترك وراءها الدمار والإهمال . لم ينته الجدال بين مؤيدي العولمة ومعارضيها حتى الآن إلا أن الأطراف متفقون على أمر واحد وهو كون عملية العولمة حقيقة وأنه من غير الممكن وقف هذه العملية وإعادتها إلى الخلف . السؤال هو : إلى أين ستصل هذه العملية لاحقا ، وكيف يمكن أن نجني منها أكبر جدوى ممكنة لصالح العالم برمته . ابحثوا في وسائل الإعلام عن أخبار تدل على معارضة العولمة وتقارير تتحدث عن مظاهرات ضد هذه الظاهرة . أذكروا ضد من توجه وما هي ادعاءات المعارضين . الاقتصاد الإسرائيلي يندمج في الاقتصاد العالمي في السنوات الأولى بعد قيام إسرائيل خشي زعماء الدولة من أن استيراد منتجات مختلفة من خارج البلاد يعرض المنتجات الإسرائيلية إلى منافسة لا يمكنها أن تصمد امامها وتتسبب في إغلاق مصانع محلية وفي انتشار البطالة . وبالتالي ، ومن أجل حماية المنتجات المحلية فرضت الدولة قيودا على استيراد المنتجات الرخيصة من دول آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية وفرضت جمارك على المنتجات المستوردة من أوروبا ومن الولايات المتحدة الأمريكية . وعملت الدولة على تشجيع شراء منتجات من الصناعة المحلية . فكانت النتيجة أن المنتجات المستوردة كانت أغلى ثمنا من المنتجات المحلية فاشترى السكان المحليون بالأساس منتجات محلية . وقد طرأ مع مرور السنوات تغيير على التوجه الاقتصادي فانفتح السوق الإسرائيلي على استيراد بضائع من خارج البلاد . قررت الدولة في التسعينات الاندماج في عملية العولمة فأزالت كافة القيود المفروضة على الاستيراد ، وأجرت إصلاحات اقتصادية ( تغييرات اقتصادية ) في المرافق المحلية . جميع هذه الخطوات إلى جانب المقدرات التكنولوجية الثروة البشرية المتوفرة في الدولة قد أثارت الاهتمام في العالم؛ المحاولات السياسية للحوار والتفاوض مع الدول العربية والفلسطينيين والتي كانت قد بدأت في عام 1993 ساهمت في تعزيز الثقة بإسرائيل واقتصادها مما أدى إلى وقف جزئي للمقاطعة العربية . ( اقرأوا حول الإصلاحات الاقتصادية في "مسار ( "جانبي الجمرك : الضريبة المدفوعة على البضائع المستوردة . الثروة البشرية : خصائص السكان ذات قيمة اقتصادية مثل الثقافة والمعلومات التكنولوجية والمهارات المهنية . " المقاطعة : "العربية المقاطعة الاقتصادية التي أعلنتها الدول العربية ضد إسرائيل . تتمثل المقاطعة بعدم إقامة علاقات تجارية واقتصادية بين الدول العربية وإسرائيل ، وتجنب المتاجرة مع أي شركة في العالم تقيم علاقات تجارية مع إسرائيل . فرضت المقاطعة عند إقامة الدولة ولا تطبقها إلا بعض الدول العربية .
|