עמוד:93

آﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ، هﻨﺎك ﺟﺪال ﺑﻴﻦ ﺗﻮﺟﻬﻴﻦ • ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻘﻮق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ وﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ، وهﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻓﺾ هﺬا اﻷﻣﺮ وﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺤﻘﻮق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ دوﻟﺔ .أي أﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻞ دوﻟﺔ أﺧﺬ ﻗﺮارهﺎ - هﻞ هﻲ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺈﻋﻄﺎء هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻮق ﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ أم ﻻ، وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻖ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺠﺎﻧﻲ .هﻞ هﺬا اﻟﺤﻖ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻤﺴﺎواة، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﻖ ﻃﺒﻴﻌﻲ، أم أﻧﻪ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﺮر اﻟﺪوﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أن ﺗﻌﻄﻴﻪ أم ﻻ. ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ﻗﺪﺳﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻗﻴﻤﺔ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن هﻤﺎ ﻗﻴﻤﺘﺎن ﻣﺸﺘﺮآﺘﺎن ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ، وﻣﻮﺟﻮدﺗﺎن ﻓﻲ آﺘﺐ ﺗﺮاث آﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ. آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم إن آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن هﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم، ﺣﻴﺚ ورد ﻓﻲ اﻟﺬآﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ" :وﻟﻘﺪ آَﺮّﻣﻨﺎ ﺁدم وﺣَﻤَﻠﻨﺎهﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﱢ واﻟﺒﺤﺮ، ورزﻗﻨﺎهﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﻴّﺒﺎت وﻓﻀّﻠﻨﺎهﻢ ﻋﻠﻰ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﺗﻔﻀﻴﻼ) "اﻹﺳﺮاء، 70 (ﻓﻤﻜﺎﻧﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺘﺄﺗﻰ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻹﻧﺴﺎن هﻮ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻷرض .ووﻓﻘًﺎ ﻟﻺﺳﻼم ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق وواﺟﺒﺎت أﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻘﺮرهﺎ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ. واﻹﺳﻼم ﻳﻌﻠّﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن ﻳﺤﺘﺮم وﻳﻘﺪر اﻟﻮاﺣﺪ اﻵﺧﺮ، ﺳﻮاء آﺎن ﺻﻐﻴﺮًا أم آﺒﻴﺮًا، ﻏﻨﻴﺎ أم ﻓﻘﻴﺮا، ﺿﻌﻴﻔﺎ أو ﻗﻮﻳﺎ - ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺮﺳﻮل )ص" :(ﻟﻴﺲ ﻣﻨّﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ ﺻﻐﻴﺮﻧﺎ وﻳﻌﺮف ﺣﻖ آﺒﻴﺮﻧﺎ) "ﻣﺴﻨﺪ أﺣﻤﺪ 6645 .(وﺗﻈﻬﺮ آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم آﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺴﻤﻌﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ وﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﻐﻴﺒﺔ" :وﻻ ﺗﻠﻤﺰوا أﻧﻔﺴﻜﻢ وﻻ ﺗﻨﺎﺑﺰوا ﺑﺎﻷﻟﻘﺎب) "ﺳﻮرة اﻟﺤﺠﺮات، اﻵﻳﺔ 11 .(وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ )وﻻ ﻳﻐﺘﺐ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀًﺎ (...اﻵﻳﺔ 12 .آﻤﺎ أن اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ" :ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮا ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﺄﻧﺴﻮا وﺗﺴﻠﻤﻮا ﻋﻠﻰ أهﻠﻬﺎ، ذﻟﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬآّﺮون "ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺠﺪوا ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ ﻓﻼ ﺗﺪﺧﻠﻮهﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺆذن ﻟﻜﻢ) "ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر- اﻵﻳﺘﺎن 27-28.( آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ أﻳﻀًﺎ، ﻧﻼﺣﻆ أن آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن راﺟﻌﺔ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺨﻠﻮق ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ .ﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﻨﺒﻊ اﻟﻔﺮض اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻻﺣﺘﺮاﻣﻪ آﺈﻧﺴﺎن، وإﻧﻤﺎ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة اﻟﺮب .ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻮﻟﺲ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل أﻧﻪ "ﻋﻠﻰ واﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ أن ﻳﺮى اﻵﺧﺮ آﺄﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ."وآﺘﺎب اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻠﻲء ﺑﺨﻄﺐ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﺣﺎول أن ﻳﺠﺴﺪ ﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻪ أن اﻹﻧﺴﺎن آﺈﻧﺴﺎن، ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أﺻﻠﻪ اﻟﻌﺮﻗﻲ، دﻳﻨﻪ وﺳﻠﻮآﻪ، ﻳﺤﻖ ﻟﻪ أن ﻳُﺤﺘﺮم، ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﺪﻋﻢ، اﻟﺨﺪﻣﺔ واﻟﻤﺤﺒﺔ .وهﺬا ﻳﺸﻤﻞ "اﻷﻋﺪاء أﻳﻀﺎ) ."ﻟﻮﻗﺎ، اﻹﺻﺤﺎح اﻟﺴﺎدس :27 -35، واﻹﺻﺤﺎح اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻧﺠﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ، اﻹﺻﺤﺎح اﻟﺮاﺑﻊ، 1 -41 .(ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ آﻞ إﻧﺴﺎن ﺑﺎﺣﺘﺮام، آﻤﺎ ورد" :ﺳﻤﻌﺘﻢ أﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﺗﺤﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ وﺗﺒﻐﺾ ﻋﺪوك .وأﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺄﻗﻮل ﻟﻜﻢ أﺣﺒﻮا أﻋﺪاءآﻢ، ﺑﺎرآﻮا ﻻﻋﻨﻴﻜﻢ، أﺣﺴﻨﻮا إﻟﻰ ﻣﺒﻐﻀﻴﻜﻢ، وﺻﻠّﻮا ﻷﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺌﻮن إﻟﻴﻜﻢ وﻳﻄﺮدوآﻢ) "إﻧﺠﻴﻞ ﻣﺘﻰ، اﻹﺻﺤﺎح اﻟﺨﺎﻣﺲ 43 -44( • ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ راﺟﻊ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول :اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت وﺗﻮﺟﻬﺎت.

ישראל. משרד החינוך. האגף לתכנון ופיתוח תוכניות לימודים

دار النهضة للطباعة و النشر בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר