|
עמוד:225
تعتبرُالمناطقُالتي يعيشُفيها الإسكيمو مِن أقسى مناطقِالعالمِبرودةًووعورةً؛ فشتاؤُها طويلٌقارسٌ، وصيفُها قصيرٌباردٌ، والجليدُيغطّيها مِن شهرِأيلولَحتّى شهرِحزيرانَ، وكثيرٌمِن أنواعِالنباتاتِوالحيواناتِل يمكنُهُالحياةُفي مناخٍكهذا . يُطلَقُعلى هذه المناطقِاسمُ"أرضُشمسِمنتصفِالليلِ"، وذلك لأنّالشمسَ تُشرقُطوالَاليومِخلالَفترةٍمحدودةٍفي فصلِالصيفِ، ويُطلَقُعليها أيضًا اسمُ"أرضُقمرِالظهيرةِ"، وذلك لأنّ الشمسَل تُشرقُ مطلقًا خلالَ فترةٍ محدودةٍ في فصلِ الشتاءِ . هذه الظروفُالبيئيّةُالصعبةُجعلَتِالإسكيمو يعيشونَمنذُآلفِالسنينَحياةًتختلفُاختلافًا كاملاًعن حياةِباقي الشعوبِ؛ إذ ل يستطيعُأيُّشعبٍآخرَأن يأكلَالطعامَالذي يأكلونَهُ، أو أن يلبسَالثيابَالتي يلبسونَها، أو أن يقطنَالمنازلَالتي يقطنونَها . وقد ساعدَذلكَفي تميّزِهم عن باقي الشعوبِبلغةٍخاصّةٍ، وأدّى إلى عزلتِهم الشديدةِعن باقي الشعوبِلدرجةِأنّعلاقاتِهم تقتصرُعلى الإسكيمو الآخرينَ، أيِالذينَ يعيشونَفي مناطقَأخرى . وهنا يُطرَحُالسؤالُ : "ما الذي ساعدَالإسكيمو على التكيّفِمعَهذا المناخِالقاسي؟ أمّا الإجابةُ، فتكمنُفي دراسةٍأُجرِيَتْعلى الشريطِالوراثيِّ ( الجينوم ) الخاصِّبهم؛ فقد أظهرَتْهذه الدراسةُ وجودَمتغيّراتٍجينيّةٍفريدةٍتتعلّقُبالتمثيلِالغذائيِّللدهونِجعلَتِالإسكيمو يتجنّبونَالإصابةَبأمراضِ القلبِوالأوعيةِالدمويّةِ . كذلك، أظهرتِالدراسةُأنّهذهِالطفراتِالوراثيّةَالتي نشأَتْمنذُنحوِعشرينَألفِ سنةٍتقريبًا - قد ساعدَتْعلى خفضِمستوى الكولسترولِالضارِّ، وعلى استقرارِمستوى الإنسولين، والحدِّمِن طولِ قاماتِهم وأوزانِهم، الأمرُ الذي ساعدَهم على التكيّفِ معَ البيئاتِ الشديدةِ البرودةِ . اتّبعَالإسكيمو منذُآلفِالسنينَأسلوبًا تقليديًّا في الحياةِينسجمُمعَالبيئةِالتي يعيشونَفيها؛ فالغالبيّةُ العظمى مِنهم كانَتْتعيشُبالقربِمِنَالبحرِ، الأمرُالذي جعلَهم يعتاشونَمِنَالصيدِ، فاصطادوا الفقماتِ [ 2 [ . وفيلةَالبحرِوالحيتانَوالأسماكَ . كذلك، اصطادَالإسكيمو الدببةَالقطبيّةَونوعًا مِنَالوعولِيُسمّى "الكاريبو" وقدِاستخدمَالإسكيمو جلودَهذه الحيواناتِفي صنعِالملابسِوالقواربِالتي أبحروا فيها في المياهِالقطبيّةِ . كذلك، لقد أمدَّهم الصيدُبموادَّصنعوا مِنها أسلحتَهم وأدواتِهِم؛ فصنعوا الأطباقَوالمغارفَ، مثلاً، مِن عظامِ الحيواناتِ، وصنعوا أكوابَالشربِمِن قرونِالوعولِ . انسجامًا معَالبيئةِأيضًا، استخدمَالإسكيمو جلودَالحيواناتِ في صنعِالخيامِالتي اعتادوا على السكنِفيها خلالَفصلِالصيفِ، أمّا في فصلِالشتاءِ، فقد كانوا يسكنونَفي بيوتٍمِنَالجليدِتُعرَفُبالسمِ"إيـچلو" وتكونُعلى شكلِقبّةٍ، أو في ملاجئَمصنوعةٍمِنَالطبقةِالعليا للتربةِ . أمّا بالنسبةِللتنقّلِمِن مكانٍإلى آخرَ، فكانوا يستخدمونَزلّجاتٍتجرُّها الكلابُعلى الأرضِالمغطّاةِبالثلوجِ . صورةُ عائلةٍ مِنَ الإسكيمو بجانبِ خيمتِها 225
|