עמוד:196

القراءةُ وضعَأحدُالصينيّينَكتابًا أوردَفيه تفاصيلَسفرِهِإلى باريسَ . يحوي الكتابُمِنَالغرائبِ 1 والعجائبِما يحملُالقارئَعلى التصوُّرِأنّهُيطالعُفصلاًمِن كتابِ"ألفُليلةٍوليلةٌ" أو مِن أسفارِ"السندبادُالبحريُّ" . أمّا باعثُالكتابةِ، فيرتبطُبالرحّالةِالفرنسيِّ"المسيو جاك باكو" الذي عادَمِن رحلةٍ قامَبها إلى الصينِ، واصطحبَمعَهُ، في عودتِهِإلى باريسَ، رجلاًمِن مدينةِ"باتونغ" الواقعةِفي منطقةِالتبتِ يُدعى "أجروب غمبو" . كتبَ "غمبو" في ذلك الكتابِ ما رأى وسمعَ في سفرِهِ إلى أوروبا . رحلةٌ مِنَ التبتِ إلى باريسَ وصلْنا إلى تخومِالهندِ، فدُهشْتُحينَوجدْتُأنَّشكلَالناسِهناكَغيرُشَكلِنا، ولغتَهم وعاداتِهم غيرُلغتِنا 2 وعاداتِنا، وتذكّرْتُأخي وبكيْتُ، وعزمْتُعلى الرجوعِمِن حيثُأتيْتُ، وكنْتُسأفعلُلول أنّنا كنّا نسافرُونحنُ جالسونَ على مقاعدَ حريريّةٍ ومتلذّذونَ بأطيبِ المآكلِ الشهيّةِ . في اليومِالخامسَعشرَمِنَالقمرِالخامسِنزلْنا في بيتٍكبيرٍيسيرُفي البحرِنهارًا وليلاًلأنّهُيستضيءُبنورِ الكواكبِفي سُراهُ . سارَالبيتُفي البحرِوالناسُليسوا خائفينَمثلي، أمّا أنا فكنْتُأغمضُعينيَّكلّما تذكّرْتُ أنّ قدميَّ ليستا على اليابسةِ . وصلَالبيتُالكبيرُالعائمُإلى مدينةِمرسيليا، فنزلْنا في فندقٍفيه نزلءُكثيرونَينزلُكلٌّمِنهم في غرفةٍ خاصّةٍ . نُصِبَتْفي هذهِالغرفِأسِرّةٌتغطّيها أقمشةٌمِن حريرٍ، وُضعَإلى جانبِها طاولتٌمزخرفةٌعليها أشياءُ جميلةٌ . كنّا نجلسُللأكلِعلى مائدةٍكبيرةٍ، فنتناولُصباحًا شيئًا مِنَاللبنِوالقهوةِالمحلاّةِبالسكّرِ، ونأكلُ في الظهرِوفي المساءِلحومًا وأسماكًا وأثمارًا وحلوياتٍلذيذةًجدًّا . وكانَعلى كلِّنزيلٍأن ينفُضَالغبارَعنهُ ويغسلَيديهِقبلَالأكلِ . سوفَيتّهمُني أبناءُوطني بالكذبِويسمّونني بالمنافقِعندما أروي لهم هذه الأمورَ الغريبةَ، بل سوفَ يضعونَ أصابعَهم في آذانِهم لئلا يسمعوا هذه الخرافاتِ . تجوّلْنا في المدينةِقربَنهرٍقيلَلي إنّاسمَهُ"نهرُالسين" . ملابسُالجميعِهنا نظيفةٌ، والناسُل يأكلونَ إلّلحمًا وخضارًا وحلويّاتٍ . عددُالسكّانِيزيدُ عن عددِ سكّانِ ثلاثِ مقاطعاتٍ في التبتِ، ول أحدَ يضرُّ أحدًا . ولول الحنينُ إلى أخي وأختي وبيتِنا، لقضيْتُ أيّامي كلَّها هنا . مِن مرسيليا سافرْنا إلى باريسَبالسكّةِالحديديّةِفوصلْنا خلالَيومٍواحدٍ، ولو أنّنا سافرْنا على الطريقةِالصينيّةِ، لستغرقَتِالطريقُمنّا عشرينَيومًا . وقد جلسْنا في بيوتٍصغيرةٍ مرتفعةٍتقومُعلى عجلاتٍمِن حديدٍيصدرُعنها صفيرٌحادٌّ . تحرّكُتلك العجلاتِنارٌ قويّةٌ، فتجري البيوتُالصغيرةُعلى مسلكٍمِن حديدٍكأنّها ريحٌتخترقُالجبالَ والوديانَوالأحراشَ، وتدخلُفي الأرضِثمّتخرجُمِن أماكنَ تشبهُ الأنابيبَ يسمّونَها أنفاقًا . مِنَ التبتِإلى باريسَ ( مذكّراتُ رحّالةٍ صينيٍّ مِنَ القرنِ التاسعَ عشرَ ) 196

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר