|
עמוד:19
القراءةُ يواجهُالإنسانُفي حياتِهِالعديدَمِن مفارقِالطرقِ، ويحتاجُمرارًا إلى اتّخاذِقراراتٍعندَها . أحدُأهمِّالقراراتِ 1 التي يواجهُها الإنسانُهوَاختيارُالمهنةِ . للوهلةِالأولى، قد ننظرُإلى المهنةِكمصدرِرزقٍوحاجةٍمعيشيّةٍ فقط، ولكنَّها في الواقعِأكثرُمِن ذلكَبكثيرٍ؛ فالمهنةُقد تكونَانعكاسًا لشخصيّةِالفردِ، ومصدرَاكتفائِهِالذاتيِّ، ومُعزِّزًا لثقتِهِ بنفسِهِ؛ وذلكَ لأنّها فرصةٌ لإثباتِ القدرةِ على العطاءِ، والقدرةِ على الإنتاجِ . نحنُنعيشُفي عصرِالتكنولوجيا والتغييراتِالسريعةِ؛ وعليهِ، فإنّالبقاءَعلى مهنةٍواحدةٍأو في مكانِ 2 عملٍواحدٍقد ل يتماشى معَمُتطلَّباتِعصرٍكهذا . لذلك، فإنَّالحديثَيدورُهنا عن سيرةٍمِهنيّةٍ، وليسَعن مهنةٍواحدةٍنزاولُها مدى الحياةِ . ومعَذلك، يبقى للاختيارِالأوّلِوقعٌخاصٌّلكونِهِالتجربةَالأولى بكلِّما يُرافقُها مِن تساؤلتٍوتخبّطاتٍ . أمّا الختياراتُالتي قد تأتي في مراحلَمُتقدّمةٍأكثرَ، فإنّها تكونُمَبنيّةًعلى الخبرةِ التي نكتسبُها مِنَ التجربةِ الأولى . يشيرُباحثونَفي علمِالنفسِالمهنيِّ، أمثالُ"هولند" و"بارسونس"، إلى تأثيرِعواملَشخصيّةٍواجتماعيّةٍ وثقافيّةٍواقتصاديّةٍعلى اختيارِالمهنةِ؛ فميولُالفردِوقدراتُهُوسلّمُأولويّاتِهِوظروفُمعيشتِهِ - كلُّها أمورٌتلعبُ دورًا في اتّخاذِالقرارِ . وبالتالي، فإنَّأسئلةًمثلَ : ما هو حُلُمي؟ ما هو طموحي؟ ما هي المجالتُالتي تشدُّني؟ فيمَتكمنُقدراتي؟ ما هي بيئةُالعملِالمفضّلةُلديَّ؟ كم مِنَالمالِبإمكاني أن أكرّسَللتعلّمِ؟ كيفَيؤثّرُكلٌّ مِنَالمجتمعِوالعائلةِعلى اختيارِمهنةِالمستقبلِ؟" تُدرَجُجميعُها عندَاختيارِالمهنةِ . فكيفَيتمُّالختيارُإذًا؟ أوّلً، يجبُعلى مهنةِالفردِأن تُجيبَعلى مجالتِاهتمامِهِ؛ فكلٌّمنّا يميلُإلى مجالتٍمعيّنةٍيمكنُنا أن نحدِّدَها بحسبِما يشدُّنا مِن مواضيعَأو فعّاليّاتٍفرديّةٍ : فقد يميلُالفردُمنّا إلى العلومِ، في حينِيميلُ الآخرُإلى الفنونِأوِالرياضةِأوِالتكنولوجيا أوِالأدبِأوِاللغاتِأو إدارةِالأعمالِأو المجالِالتنظيميِّ . ويمكنُنا تحديدُهذهِالمجالتِمِن خلالِالتمعّنِفي اختياراتِنا لفعاليّاتِأوقاتِالفراغِ، أوِفي الأمورِالتي نهتمُّأن نعرفَعنها أكثرَ، أو حتّى في المواضيعِالمدرسيّةِالتي نميلُإليها أكثرَمِن غيرِها؛ قد نكونُمِن مُحبّي العلومِ كيفَ نختارُ مهنةً؟ 19
|