עמוד:266

القراءة إطلالة على حياة الأديبة فدوى طوقان | بتصرف عن : " رحلة جبلية رحلة صعبة - قراءة في سيرة فدوى الذاتية " ، شبكة فلسطين للحوار ، 2003 عالم غير مستعد لتقبلها 1 خرجت فدوى طوقان من ظلمات المجهول إلى عالم غير مستعد لتقبلها ؛ فأمها حاولت التخلص منها في الشهور الأولى من الحمل ، لكنها فشلت . ولعل مجيء الفتاة بعد ستة أشخاص ، وكانت الأم قد تعبت من عمليات الحمل والولادة والرضاع ، لم يعط الفتاة حق الصدارة في الحفاوة والاهتمام ، لتسقط الفتاة إلى الأرض ، فتتلقاها يد الغد المنتظر في ظل ظروف عصيبة مؤلمة . ويضيع تاريخ ميلادها كما ضاع الحنين من ذاكرة الأبوين ، وتسأل الفتاة أمها عن ذلك التاريخ ، فتجيبها ضاحكة : " كنت يومها أطهي " العكوب " . هذه شهادة ميلادك الوحيدة التي أحملها " . 2 وقد كانت الشاعرة صادقة في سرد هذا الحدث حين لفعته بشعورها الذاتي وإحساسها المرهف ؛ فلم تذكر أن مثل هذه الحالة من ضياع التواريخ والأحداث تعتبر سمة عصرية بارزة في ذلك الزمان ؛ إذ تقول : " كانت أمي كجميع الناس في بلادنا ، تؤرخ الوقائع بأحداث بارزة رافقت تلك الوقائع " . فلم تستسلم فدوى ، إذ بحثت عن تاريخ يناسبها ، فجعلته في بطن برج الحوت ، بعد أن وجدت أن سمات مواليد برج الحوت تنطبق بشكل غريب على طباعها وميولها . 3 وتضيف في السياق ذاته : " كثيرا ما سمعت أمي تذكر طرائف ونوادر عن طفولة إخوتي ، مما كان يثيرنا ، نحن الصغار ، فنضحك . وكنت أنتظر أن تروي شيئا عن طفولتي ، ولكن دوري لم يأت قط . فأبادرها بالسؤال بلهفة طفولية : " احكي لنا يا أمي شيئا عني " ، ولكنها لم تكن لتبل غليلي ، ولو بذكر طرفة تافهة ، فأنكمش في داخلي ، وأحس أنني لا شيء وليس لي مكان في ذاكرتها .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר