עמוד:159

البناء الدرامي في مسرح خيال الظل يعتبر خيال الظل فنا تمثيليا شعبيا ، ويختلف عن المسرح ، باعتماده الدمى بديلا عن البشر في التمثيل ، إذ ينشأ من تحريك دمى ، توضع بين مصدر ضوئي وشاشة بيضاء ، تسقط عليها ظلال هذه الشخوص التي صممت لتظهر على الشاشة بنقوشها وألوانها ، وتمثل قصة ذات حبكة وحوار . تصنع الدمى عادة من الورق المقوى ، أو من الجلد ، أو من صفائح معدنية رقيقة ، وتتخذ أشكالا بشرية مختلفة ، بأحجام صغيرة طولها بين العشرين والستين سنتيمترا . تتألف من عدة قطع ذات مفاصل ، وتتحرك بواسطة عصي تدخل في ثقوب مصنوعة في أشكال الشخوص . وقد يلون بعض هذه الأشكال بالزاهي من الألوان ، لتظهر برفقة أشكال أخرى لحيوانات تشترك في التمثيل . يجري عرض المسرحية وراء ستارة بيضاء ، ويحرك الممثلون الدمى بأيديهم ، ويسلط الضوء في جانب الستارة . وخلال العرض ، يحرك الممثلون الدمى ، ليقع خيالهم على الستارة . بينما تقوم فرقة بشرح قصة المسرحية بمصاحبة الآلات الموسيقية ، ليصيب المتفرجون المتعة والسرور . تسمى الواحدة من تمثيليات خيال الظل بابة ، لغتها تجمع بين المحكية والفصحى ، وبين الشعر والسجع ، ويلحقها بعد ذلك الموسيقا والغناء والتلحين . موضوع البابة قد يكون انتقادا لبعض العيوب الأخلاقية والاجتماعية ، أو تصويرا لحياة الفقر ، أو تصويرا فكاهيا لبعض أرباب الحرف والصناعات ، أو عرضا لبعض الأحداث التاريخية المهمة ، أو تعرضا لأرباب السياسة ، أو للهجات الجاليات الأجنبية . المنشأ يجمع الباحثون على أن خيال الظل نشأ في الشرق الأقصى ، ومنه انتقل إلى كثير من بلدان العالم . ويرجح أن منشأه بلاد الصين ، إلا أن بعض الآراء تميل إلى أنه نشأ في الهند أو في بلاد المغول ، ومنها انتقل إلى اليابان وجزر " جاوا " ، ويعتقد بأنه انتقل من " جاوا " إلى البلاد العربية عن طريق التجارة ، في القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي . ومما يروى أن صلاح الدين الأيوبي شاهد عرضا لخيال الظل في مصر بصحبة القاضي الفاضل . ومما لا شك فيه أن خيال الظل كان منتشرا في كل من العراق ومصر ، في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي ، وهو القرن الذي ظهر فيه المخايل الشهير الطبيب الشاعر ابن دانيال الموصلي ، الذي عرف رائدا لهذا الفن .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר