עמוד:145

أجل ، إذا تحول الخيال إلى حقيقة ، وانزاح الغموض والرهبة عما يكنه المجهول من الفضاء ؛ ما حفز الإنسان على الجرأة مستقبلا ، لاقتحام ذلك المجهول ، وبدر نفسه بالسؤال : لماذا لا تتحول الرحلة الفضائية العلمية إلى رحلة سياحية ، تحقق المتعة بما يشاهده سائح الفضاء من عوالم جديدة ، فيتجول في حديقة الكون بأجرامها ومجراتها ونجومها وكواكبها وأقمارها ، تسبح كلها في نظام دقيق تعجز عن فهمه عقول البشر . 4 4 لم يمض على أحلام الإنسان بضعة عقود من الزمن حتى تحقق ذلك في العشرين من أيار عام ، 2001 حين انطلق رجل الأعمال الأمريكي " دنيس تيتو " على متن سفينة الفضاء الروسية " سويوز " ، يرافقه اثنان من رواد الفضاء الروس ، صوب محطة الفضاء الدولية الواقعة على ارتفاع 380 كيلومترا فوق جنوب المحيط الهادئ ، فوصلها بعد يومين وأقام فيها أسبوعا كاملا قبل عودته إلى الأرض . وبهذه الرحلة الفريدة التي دفع " تيتو " مقابلها عشرين مليون دولار ، استحدثت سياحة جديدة إلى عالم الفضاء . وقد علق " تيتو " ، على رحلته هذه عقب عودته قائلا : " لقد تجاوزت هذه الرحلة كل أحلامي ، وستبقى تلك الأيام التي قضيتها في الفضاء أهم حدث في حياتي ؛ إذ إن العيش في الفضاء يمثل التمتع بحياة مختلفة ، والعيش في عالم آخر " . وبعد عام على أثر رحلة " تيتو " تفرغ رجل الأعمال الباحث " مارك شارتل وورث " ، من جنوب إفريقيا ، ليقوم برحلة شبيهة برحلة سلفه ، فدفع المبلغ نفسه . وحين انطلق في رحلته كان في الثامنة والعشرين من عمره ، مما ساعده على التكيف بصورة أسرع مع انعدام الجاذبية ؛ وهذا منحه الحرية التامة في التنقل داخل المحطة الدولية . ففي أثناء رحلته ، أدار " شاتل وورث " حوارا مع تلامذة في جنوب إفريقيا ، وتمكن كذلك من إجراء تجارب بيولوجية على خلايا بعض الحيوانات التي من شأنها مساعدة العلماء على محاربة فيروس الإيدز ومرض الرعاش . وبهذا أصاب متعتين : متعة التجارب العلمية في فضاء الكون الرحيب ، ومتعة سحر الكون البديع . وكانت ذروة متعته عندما كان يرنو إلى الأرض تميس بزرقتها في فضاء الكون الأسود ، وقد تبرجت السماء بزهر نجومها اللألاءة . › دنيس تيتو ، أول مواطن يزور محطة الفضاء الدولية ، ناسا

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר