עמוד:128

سرنا متسلقين أرض بور ، حتى وصلنا إلى مرتفع " ماونزي " ، مرورا بصحراء " الباين " . كان الطقس عاصفا باردا والمنحدر مرعبا . ولكنني ؛ تجنبا للشعور بالرعب ، رحت أنظر إلى قدمي " ألفونس " ، لأوهم نفسي أن الطريق مستو . غادرنا " هورومبو " صباحا ووصلنا " كيبو " في الثانية ظهرا . لحظات ، وتناولنا فطورا خفيفا ، ثم رحنا نتسلق الجبل بزاوية قائمة . كان هذا مريعا . كنت و " إيمي " نشعر ببرد قارس ، وكان الصعود مجهدا جدا ، تجمدت أصابع " إيمي " ، فقد كانت تعاني من مرض نادر ، فتوقفت شرايينها عن إيصال الدم إلى أطراف الجسم ، لتشعر بآلام شديدة حتى إنها بكت بحرارة . فبادرت " ريناتا " بخلع قفازاتها وإعطائها لها واستكفت بتدفئة يديها في جيوبها . توقفنا لفترة من الزمن في كهف . شربنا وأكلنا وجبة خفيفة . كنا نرى مصابيح المتسلقين من أسفل المنحدر وهي تتحرك ببطء . لأن السير كان ليلا في الطريق إلى القمة . كان هدفنا الوصول إلى نقطة " غيلمان " على ارتفاع 5685 مترا . أخبرنا " بيتر " أن التسلق إلى هذه النقطة هو الجزء الأصعب ، وما يتبقى هو عبارة عن المشي في أرض مستوية وبخط مستقيم وصولا إلى القمة . وفي النهاية ، بعد المعاناة الشديدة والآلام المبرحة التي استحوذت علي وصلت إلى القمة ، ارتميت على الأرض ، ورحت أبكي ولم أصدق أني فعلتها . كانت دموعي تقول لي : " كان هذا شاقا " . كم رغبت وقتها بالعودة إلى البيت . رحلة العودة كنت أول من وصل إلى نقطة البداية ، ورحت أتذكر صوت " ريناتا " أثناء رحلة الصعود وهي تبث فينا أنا و " إيمي " روح الشجاعة والاستمرار ، وبكيت وأنا أتذكر كيف أمسكتني " ريناتا " القوية وأنا أشكو لها التعب والإرهاق ، فردت علي بتفاؤل وعزم : " ابتهجي لقد نجحت يا نادية ، وهذا كفيل بأن يجعلك ناجحة في أي شيء تبادرين إليه " . وكانت هذه الكلمات كل ما تبقى من رحلة " كيليمنجارو " .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר