עמוד:126

وأخيرا ، وبالرغم من الصداع والإرهاق ، نجحت في الوصول إلى أكواخ " مندارا "، حيث سنقضي ليلتنا . أخيرا ، سجلت اسمي في أول نقطة تسلق بعد أن وصلنا " مندارا " ليلا . ثم قصدت مكان النوم ، وكان فيه سرير خشبي صغير ، وفيه رف رتبت عليه أدواتي الخاصة ، إلى جانب أدوات الإسعاف الأولي ؛ وأهمها دواء معالجة أعراض التسلق ، والمسحوق المضاد للفطريات ، إضافة إلى بعض المناديل الورقية ، وكيس نومي الدافئ ، ومعطف طويل ، وسترة الريح وزجاجة ماء ، وكتاب للقراءة ، وكاميرا وجواز سفري ومعطفي . وبما أنني كنت أعاني من صداع وأشعر بالإعياء ، لم أفكر في الطعام . تناولت حبتي مسكن للألم ، واستلقيت على السرير . أخبروني أنهم سيحضرون لي بعض الطعام عند شعوري برغبة في الأكل . ومع شعوري بالتعب والألم تساءلت : هل سأكمل الرحلة في الغد ؟ ولكن لا بد مما ليس منه بد . بعد يومين من الرحلة إلى " هورومبو " ، وقفنا نتأمل مجموعة من السحب أسفل " هورومبو " ، وهي النقطة الثانية في رحلتنا . كان المنظر غريبا ، فقد ذهبت الشمس أطراف السحب . وليلا بدت النجوم قريبة جدا . وشعرت أن كل ما قرأته عن مجرة درب التبانة كان مرئيا بالعين المجردة فوق " هورومبو " . مشاهد تخلب شغاف القلب وتسحر النفس ، وهذا ما لن أنساه ما حييت . بعد الإفطار مباشرة ، رتبنا أمتعتنا ، وانطلقنا مشيا لمسافة أربعة آلاف متر ، حتى وصلنا إلى جبل " صخور الحمار الوحشي " . كان هذا تدريبا للإحماء ، استعدادا لقطع الطريق وصولا إلى القمة . وسمي الجبل " صخور الحمار الوحشي "؛ لأنه عبارة عن جبل شديد الانحدار ، تتساقط عليه الأمطار ، مذيبة المعادن والكالسيوم ، فتجف صخوره مزدانة باللونين : الأبيض والأسود ، وبلمسة من يد الطبيعة الساحرة . بدا الجبل وكأنه قطيع من حمر الوحش .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר