עמוד:125

كانت الرحلة إلى مطار كيليمنجارو من نايروبي عاصمة كينيا ممتعة ، ولكنني كنت حريصة على أن اقتنص نظرة إلى الجبل . وقلت في نفسي " إذا فشلت في تسلق الجبل ، فستبقى لي هذه النظرة ! " . في تلك اللحظة رحت أسترجع معلوماتي عن الجبل ، ومما أذكره أنه بسط نفسه على مساحة طولها 80 كيلمترا وعرضها 60 كيلمترا ، ويبعد عن خط الاستواء 350 كيلمترا فقط ، وهو أحد البراكين الواقعة داخل الشق السوري الإفريقي . وكم أدهشني منظر الجبل الشامخ ، وقد تكللت قممه بالغيوم البيضاء ، رغم أنه يقع في مناطق صحراوية تمتاز بحرارتها العالية . ويعتقد العلماء أنه قد يعود يوما إلى نشاطه من جديد ؛ إذ تنبعث منه بعض روائح الكبريت . وعلى هذا ، بدا الجبل على صدر إفريقيا ماسة زاهية ، بعثت في النفس سحرا وروعة ومهابة . في المطار ، تعرفت على دليلنا " بيتر " ، وكم زادتني بشاشة بيتر وترحيبه ثقة واطمئنانا . نقلنا السائق بعد ذلك إلى الفندق الذي سنقيم فيه . وقد كان هذا الفندق يمثل إفريقيا خير تمثيل؛ فكل ما تشاهده في الأفلام عن إفريقيا ، تجده في ديكور هذا الفندق . وكنت ترى الدهشة على وجوه السياح الموجودين في القاعة . وكنت أتساءل : هل اجتمع هؤلاء جميعا من أجل قمة واحدة ، أم إنهم ربما يقصدون السياحة في السفاري ، للإمعان في الغابات والأدغال الساحرة ؟ وفيما أنا مع أفكاري ، وإذا بصوت " بيتر " يقول لي إن رفيقتي في السكن ستصل اليوم . ذهبت إلى غرفتي ، وفي هذا الجو تذك ّرت بلادي مصر ، فغمرني الحنين إليها . ورحت أذكر مقدم شتائها وبرده ، وأقارنه ببرد كيليمانجارو . وخشيت أن لا تقيني ملابسي من البرد في هذه البلاد ، ما قد يعرضني لمشاكل صحية . وخوفا من هذه الهواجس التي دهمتني ، قررت أن أقصد السوق لأشتري بعض الملابس أستدفئ بها ، وليكن ذلك غدا . تمتعت بالسوق ، ونسيت الهواجس التي انتابتني ، لأنها كانت صدى أفكاري وخيالي . التقيت برفيقتين أمريكيتين في الرحلة ؛ كانت الأولى طبيبة ، عمرها ثلاثة وثلاثون عاما ، أما الثانية ، فكانت في الثالثة والأربعين من العمر . كان يرافق المجموعة ثمانية عشر حمالا لحمل الأمتعة . شرعنا بالصعود في ظل الأمطار ، فكانت طريقنا وسط غابة استوائية ، زفت لنا الجمال بأشكاله وألوانه ومخلوقاته .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר