עמוד:194

نص الاستماع أشهر كاتبين صحفيين عربيين ربما لا يعرفهما الكثيرون ، إن سألت عن اسم الواحد منهما ، ربما يختلط على البعض أنهما شخصان آخران ، حتى وإن سألت أكثر من يمكنه الإجابة ؛ غيرا أفكارا ومفاهيم كثيرة عند كثير من الناس ، واثرا على مجريات الأحداث في عالمنا العربي من خلال ما خطته أقلامهما . أنيس منصور وطلال سليمان اسمان لامعان في عالم الصحافة والفكر والأدب . أنيس منصور الكاتب والصحفي والفيلسوف والأديب المصري . الذي اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارات ، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث . كانت بدايتة الأدبية مع القرآن ، حفظه في سن صغيرة في كتاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه " عاشوا في حياتي " . كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها ، ثم التحق بكلية الفلسفة في جامعة القاهرة ، تعلم الفلسفة وتفوق فيها ، عمل أستاذا في الجامعة لفترة ، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم . آثر أن يتفرغ للكتابة مؤلفا وكاتبا صحفيا ، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات ، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية . وحافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه الذي استطاع من خلاله أن يصل إلى البسطاء . تعلم اللغة الإنجليزية والألمانية ، والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية . فاطلع على ثقافات عديدة ، ترجم عنها عددا كبيرا من الكتب الفكرية والمسرحيات ، سافر إلى العديد من بلدان العالم ، ألف العديد من كتب الرحلات مما جعله أحد رواد هذا الأدب منها : " حول العالم في 200 يوم " ، " اليمن ذلك المجهول " ، " أنت في اليابان وبلاد أخرى " . عاش أنيس منصور طوال حياته معروفا ومشهورا ، كان مزهوا بثقافته ومكانته ، عاصر الملكية وشهد حكم جمال عبد الناصر ، وعاصر الرئيس أنور السادات وكان مقربا منه ، وعاصر الرئيس حسني مبارك . عاش محبا للآداب والفنون دارسا للفلسفة ومدرسا لها مشتغلا بالصحافة وأستاذا من أساتذتها ، ومسهما في كل تلك المجالات وغيرها بكتب ومؤلفات قاربت 200 كتاب تشكل في مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة والفلسفة والاجتماع والتاريخ والسياسة والمرأة . وكتب في مجلات متنوعة ، عكست نظرته ورؤيته للكون والإنسان والحياة وساهمت في تشكيل وجدان وثقافة أجيال عديدة من الشباب في العالم العربي كله . وكان أكبر قارئ في العالم العربي كما وصفه الأديب طه حسين ، وساعده على ذلك إجادته لعدة لغات أجنبية ، لم يكن أنيس منصور كاتبا صحفيا كبيرا فحسب ، بل كان موسوعة بشرية متنقلة ، كان ظاهرة وحالة فكرية وأدبية خاصة في الكتابة والصحافة في مصر والعالم العربي . لم يكن مجرد كاتب صحفي كبير ومشهور كان فيلسوفا ومفكرا مبدعا ومتعدد المواهب ، ومواطنا عالميا انفتح في سن مبكرة على العالم وثقافاته المختلفة ، دون أن ينسى جذوره المصرية . عرف بأن له عادات خاصة بالكتابة حيث كان يكتب في الرابعة صباحا ولا يكتب نهارا ، كما عرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جدا . أليس هذا هو طريق النجاح " من طلب العلا سهر الليالي "؟ . رحل هذا المفكر عام 2015 عن عمر يناهز ال 87 عاما . وقد خلف وراءه إرثا من الثقافة والفكر . ولا يقل عنه الكاتب والصحفي طلال سلمان الصحافي اللبناني مؤسس جريدة " السفير " اللبنانية اليومية . شكل منذ عقود مرجعية إعلامية في الشؤون العربية واللبنانية ، حظي بالتقدير وبالتأثير في الرأي العام .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר