עמוד:14

نص الاستماع رسالة من صديق مجهول حين عدت إلى الفندق في ساعة متأخرة من الليل ، كنت مرهقا بعد مشوار طويل من السير على الأقدام في شوارع دمشق القديمة التي طالما راودني الحنين إلى المشي فيها ، منذ كنت طالبا في الجامعة قبل أك ْثر من خمسة عشر عاما . فتحت حاسوبي النقال لأتصفح بعض الأخبار والرسائل التي وردتني عبر بريدي الشخصي ، فوجدت رسالة كانت على النحو التالي : الأخ العزيز ... جئت لرؤيتك والسلام عليك في الساعة السابعة مساء اليوم ، ولكنني لسوء الحظ لم أجدك ، سأعود لزيارتك مرة أخرى غدا في نفس الموعد ، وكلي أمل أن تنتظرني ، واسلم . وكانت الرسالة تحمل توقيع ) أبو صالح ( . ترى من يكون أبو صالح هذا ؟ بدأت تجول في ذاكرتي صور أشخاص ربما أتذكر شخصا بهذا الاسم ) أبو صالح (! أغلقت الحاسوب محاولا استعادة شريط ذك ْرياتي ، فلا مناص من أن يكون أبو صالح أحد الأصدقاء المقربين ، لقد جاء لزيارتي ، ثم ها هو يعد بالعودة مرة أخرى ، ولا بد أن يكون هناك أمر هام يريد الاستفسار عنه ، ولكن الحظ لم يرشدني إلى شيء ، فترك ْت الحاسوب ، وحاولت أن أعطي جسدي قليلا من الاسترخاء ، وأن أترك لذاكرتي مهمة إعادة ترتيب الأشياء . مكثت برهة من الزمن ، ثم قررت أن أتناسى الموضوع ببعض المطالعة أقطع بها الوقت بحثا عن النوم ، ولكن أبا صالح تحول إلى شبح يحوم حولي ، حاولت أن أحصر علاقاتي الاجتماعية المتعددة في حقول ، لعلي أجد أبا صالح في واحد منها ، حصرت حقل المعلمين ، ) لقد نسيت أن أخبركم بأني أعمل معلما (، ولكنني لم أجد معلما واحدا اسمه أبو صالح ، ثم اتجهت إلى حقل الأقارب ولم أجد أحدا ، ثم حاولت أن أحصر حقل المعارف والأصدقاء والجيران ، وكان لبالغ دهشتي أنني لم أجد أحدا . قبل أن يحين الموعد الذي حدده لي الرجل في رسالته ، وهو السابعة من مساء اليوم ، جلست في صالة الفندق ، ففي هذه الحالة يتحتم عليه أن يكون البادئ في التعرف علي ، وبذلك أعفي نفسي من مغبة مواجهة الإحراج ، فيما لو كان السابق إلى المجيء ، وكان علي أن أتعرف عليه . وفي تمام الساعة السابعة كان رجل نحيف طويل أشيب الفودين ، وكأنه في بداية كهولته ، يدخل صالة الفندق ، ويتجه من فوره إلي . نهضت بدوري أستقبله مرحبا في محاولة للتظاهر بأنني أعرفه ، وعانقني الرجل بحرارة رددت عليه بمثلها ، وأنا ما أزال أداري ذهولي . قلت له : أهلا يا أبا صالح ! أهلا بك يا أستاذ . قلت محاولا معرفة المزيد : أين أنت يا رجل؟ سبحان الله ، ألا تعرف أين أنا ؟ الكل يعرف أنني أسكن في دمشق منذ عشر سنوات .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר