עמוד:69

وما إن حانت سنة 1890 حتى فكر أحد الأمريكيين في هذه الثروة المائية القيمة ، ووجدها مصدر تجارة رابحة ، فشرع بإرسال القوارب زرافات زرافات إلى شاطئ " فلوريدا " الغربي ، لصيد الإسفنج بالطريقة التقليدية ، ودأب على هذا العمل ، بجد ونشاط فترة من الزمن ، حتى ازدهر إنتاجها واتسع نطاق العمل فيها . ولما رأى هذا الأمريكي أن هذا الخليج يحتوي مقادير كبيرة من الإسفنج تمتد إلى خمسين ميلا من الشاطئ ، فكر باستبدال طريقة القوارب ، بطريقة أخرى تزيد الإنتاج وتكفل استخراج الإسفنج قطعا كبيرة متماسكة ، لا تمزقها أسنة الخطاطيف ، واستشار في ذلك أحد اليونانيين المقيمين في " فلوريدا " ، فأشار عليه الأخير بأن يصطاد الإسفنج بطريقة جديدة ، وهي الغوص في الماء ، وعرض عليه أن يستدعي لهذا العمل نفرا من غواصي بحر " إيجة " في بلاد اليونان من ذوي الخبرة في صيد الإسفنج . فرحب الأمريكي بفكرته وصح عزمه على تنفيذها . أما الإسفنج المستخرج فيكون مغلفا بطبقة هلامية كالمطاط ، فيوضع كومات ، ويغطى بمنسوج كثيف ، ويترك مدة من الزمن ليكون جاهزا ، وبعد أن يجف يتشقق هذا الغلاف ، ويتساقط بعضه ، ويستعينون على نزع الباقي بمدى قصيرة ، وبعد ذلك ينقع بماء مالح ، ويعالج حتى ينقى من الشوائب ، وينظم عقودا في خيوط ، ويعلق في الهواء ليجف ويزداد نقاء . واليوم ، يربى الإسفنج بتقنيات الزراعة البحرية . وينتج بكميات تجارية ، وله استعمالات كثيرة لا سيما في مجال الطب . ففيه مضادات حيوية من شأنها أن تساهم في علاج الفايروسات ، الجراثيم ، الفطريات وحتى بعض الأورام السرطانية . وللإسفنج أكثر من عشرة آلاف نوع ، وكلها متباينة بنعومتها ، ألوانها ، متانتها ، مقاومتها للضغط ، وقوة امتصاص الماء . " صيد الإسفنج " ، المشوق في المطالعة والأدب ، 1983

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר