עמוד:169

4 في الأندلس قدم عبد الرحمن بن الحكم أمير قرطبة زرياب على سائر المغنين ، فأدخله في خدمته ، وفرض له عطاء شهريا . قدره مئتا دينار ، وثلاثة آلاف دينار في كل من العيدين ، الفطر السعيد والأضحى المبارك ، فضلا عما أقطعه من الأملاك . عاش زرياب في قرطبة يساهم في نهضتها ، وكان له من الأولاد ثمانية ذكور ، ومن الإناث اثنتان . وهناك أنشأ مدرسة جديدة للغناء . وإليه تقاطر الناس طلبا لأصول الغناء . وأوجد زرياب طريقة تطبيق الإيقاع الغنائي على الإيقاع الشعري ، وغذى الموسيقا بمقامات وسلالم عديدة كانت من قبل مجهولة ، وقد وضع أسسا صالحة لتشييد أول معهد موسيقي في العالم العربي ، فحبب الغناء والموسيقا إلى نفوس أهل الأندلس الذين كانوا يميلون ميلا طبيعيا إلى حياة اللهو . وتجدر الإشارة إلى أن سوق الفن ازدهر في الأندلس بفضل زرياب ومدرسته الفنية الجديدة ، وتغيرت نظرة المتشددين إلى هذا الفن . 5 قد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقا في الأندلس تحسينات كثيرة ، وأهم هذه التحسينات : جعل أوتار العود خمسة ، بعد أن كانت أربعة . جعل مضراب العود من قواد النسر ، بدلا من الخشب . إضافة مقامات موسيقية كثيرة ، لم تكن معروفة قبله . افتتاح الغناء بالنشيد ، قبل البدء بالنقر . وضع قواعد لتعليم الغناء للمبتدئين . وأهم هذه القواعد : أن يتعلم المبتدئ ميزان الشعر ، وقراءة الأشعار على نقر الدف ، لضبط الميزان الغنائي ، وقد وضع أسسا وقواعد لفحص المبتدئين قبل قبولهم . 6 صفوة القول إن زرياب لم ينقل إلى المجتمع الأندلسي فنون الموسيقا وضروب الغناء فقط ، وإنما نقل إليه أوجه الحياة الحضارية التي كان المشارقة ينعمون بها ، فكان بذلك ، من أهم عوامل التواصل بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه في ذلك العصر . بتصرف عن : نور الدين حاجي ، " زرياب … الموسيقار العبقري المظلوم من قبل التاريخ "، موقع أراجيك ، 2015

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר