עמוד:168

›››› ›››› ››› زرياب ... أسطورة الموسيقا العربية 1 هو أبو الحسن علي بن نافع ، لقب بزرياب لميل لونه إلى السواد . والزرياب هو الطائر الأسود المغرد ، وأبو الحسن مغن مشهور ، وهو رائد الحركة الأدبية الغنائية الجديدة في الأندلس التي انتقل إليها من بغداد ، وقد تتلمذ زرياب على يد إسحاق بن إبراهيم الموصلي فأتقن صناعة الغناء ، وأجاد حتى تفوق على أستاذه ، وكان بالإضافة إلى علمه بصناعة الغناء شاعرا وأديبا ، حلو المعشر ، يحفظ مئات المقطوعات من الأغاني ، عالما بالنجوم . وهو الذي أضاف إلى العود وترا خامسا وضعه بين المثلث والمثنى ، كما جعل مضراب العود من قواد النسر بعد أن كان من الخشب . 2 أما سبب انتقال زرياب من بغداد إلى الأندلس ، فيعود إلى أن الرشيد طلب يوما من إسحاق الموصلي أن يأتيه بمغن جديد ، فذكر إسحاق تلميذه زرياب الذي كان يتوسم فيه الخير ، فأحضره إلى مجلس أمير المؤمنين ، وعندما أدني إليه عود أستاذه كي يستعين به في الغناء ، أحجم زرياب عن مد يده إليه قائلا : " إن لي عودا خاصا صنعته بنفسي ، واستأذن الخليفة بإدخاله " فأذن له بذلك . أبدى الرشيد استغرابه لرؤيته عودا كعود إسحاق فسأله عما منعه من استعمال عود أستاذه ، أجاب زرياب : " إن عودي يا أمير المؤمنين ، وإن كان قدر حجم عوده ومن جنس خشبه ، فهو يقع من وزنه في الثلث " ، فاقتنع الرشيد بذلك وطلب منه الغناء ، فأنشد زرياب : يا أيها الملك الميمون طائره هارون راح إليك الناس وابتكروا 3 فطار الرشيد طربا لسماع غناء زرياب ، والتفت إلى إسحاق معاتبا : والله لولا أني أعلم صدقك من أنك لم تسمعه بهذا الغناء ، لعاقبتك لتركك إعلامي بشأنه ، فخذه إليك واعتن به ، فإن لي فيه نظرا . وهاج الحسد في نفس إسحاق لبروز منافس جديد له ، ولما خلا به قال له : إما أن تذهب عني في الأرض لا أسمع لك خبرا ، وأنا أنهضك بما أردت من مال ، وإما أن تقيم على ك رهي ، فخذ الآن حذرك . وأيقن زرياب أن إسحاق جاد فيما يقول ، فآثر الرجل الرحيل من بغداد ، فزوده أستاذه بالطعام والكسوة والمال ، ومضى زرياب يبغي مغرب الشمس بعد أن كانت أخبار الأندلس قد بلغت المشرق . جاز زرياب البحر إلى الأندلس .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר