עמוד:192

الثمانينات وما بعدها : دولة الرفاه تتقلص قبيل نهاية الثمانينات وفي بداية السبعينات ، حصل تغيير في السياسة الاجتماعية – الاقتصادية في إسرائيل . حتى هذه الفترة تمتعت الدولة بنمو اقتصادي كبير ، وسادها التوجه المؤيد لتكبير دولة الرفاه وتوسيعها ، وزيادة المصاريف الاجتماعية ، وتعميق التزام السلطة برفاه المواطنين . من هذه الفترة فصاعدا – كما يحدث في جميع أرجاء العالم – انقلب التوجه رأسا على عقب ، وبدأت تحدث عملية التقليص في النفقات الاجتماعية للدولة في المجالات المختلفة ( علما أن نفقات الدولة لم تنخفض في جميع المجالات ، بل هناك مجالات ارتفعت فيها نفقات الحكومة ) . لتغيير التوجه تفسيرات مختلفة بعضها له صلة بالواقع السياسي والاجتماعي في إسرائيل ، وبعضها الآخر له صلة بالأحداث والتطورات التي حدثت في العالم . في الفصل ال 8 شاهدنا كيف أن عمليات العولمة التي تنتشر في العالم وفي إسرائيل يوما بعد يوم في العقود الأخيرة ، تؤثر على بلورة السياسة الاجتماعية – الاقتصادية في دول الرفاه . هناك ظواهر أخرى عالمية – عامة لها تأثير على سياسة الرفاه منها : الارتفاع في متوسط الأعمار ، هرم السكان ، تقليص الولادات ، الارتفاع في نسبة حالات الطلاق ، وزيادة عدد العائلات أحادية الوالدين . هذه الأمور كلها جعلت من الصعب على دولة الرفاه اليوم الاهتمام بمواطنيها بنفس المستوى السابق . بالإضافة إلى هذه الظواهر حدثت في البلاد وفي العالم أحداث مختلفة أثرت هي الأخرى على السياسة الاجتماعية – الاقتصادية في إسرائيل . الثمانينات قبيل نهاية السبعينات ساء الوضع الاقتصادي في العالم كله وكذلك في إسرائيل . أحد الأسباب لذلك هو أزمة البترول العالمية التي نجمت في أعقاب الحظر الذي فرضته الدول المنتجة للبترول على الدول الغربية التي ساعدت إسرائيل في حرب يوم الغفران ( تشرين الأول . ( 1973 قلصت الدول المنتجة للنفط كمية النفط التي كانت على استعداد لبيعها إلى درجة كبيرة ، كما أنها رفعت الأسعار بشكل كبير . في أعقاب ذلك تضررت اقتصادات دول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على نحو بالغ : المواصلات والمصانع تقلصت وواجه السكان صعوبة في تدفئة بيوتهم . في أعقاب الأزمة الاقتصادية بدأت تتطور ، في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص وجهة نظر اقتصادية جديدة – وجهة النظر النيوليبرالية ( راجعوا ص : . ( 60–61 ساد إسرائيل أيضا في تلك السنوات ركود وبدأ التضخم يرتفع بوتيرة جنونية . في سنة 1977 حدث انقلاب سياسي في إسرائيل ، إذ فاز حزب الليكود في الانتخابات واستلم زمام السلطة . لأول مرة في تاريخ الدولة . تبنى هذا الحزب وجهة النظر النيوليبرالية في موضوعي المجتمع والاقتصاد ، وعمل على تقليص مشاركة الحكومة في النشاط الاقتصادي . وفي وزارة المالية أيضا وبالذات في قسم تخصيص الميزانيات ، المسؤول عن الميزانيات تعززت وجهة النظر النيوليبرالية ، التي تؤيد تقليص ميزانية الدولة وتقليص نفقاتها وبشكل خاص النفقات على المواضيع الاجتماعية لمواجهة الوضع الاقتصادي السيئ . رئيس الحكومة مناحم بيغن يقدم حكومته أمام رئيس الدولة ، إفرايم كتسير في . 1977 في الصورة من اليسار إلى اليمين : د . يوسف بورغ ( وزير الداخلية ) ؛ مناحم بيغن؛ إفرايم كتسير؛ سمحا إرليخ ( وزير المالية )

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר