עמוד:191

السبعينات : دولة الرفاه تتوطد رويدا رويدا بدأت إسرائيل تستقر وتثبت كدولة رفاه . في سنة 1959 انتهجت إسرائيل لأول مرة طريقة منح مخصصات الأولاد – مخصصات دفعها التأمين الوطني . جاء القرار بدفع هذه المخصصات كنتيجة مباشرة للمظاهرات التي نظمها القادمون الجدد في وادي الصليب في حيفا ، إذ تظاهروا احتجاجا على الفجوة بين المواطنين القدامى الذين تمكنوا من تثبيت أقدامهم في البلاد والقادمين الجدد ( بالذات من أبناء الطوائف الشرقية ) الذين كان معظمهم ذوي عائلات كبيرة ووصلوا إلى البلاد خالي الوفاض . بدأ التحول الكبير في مجال سياسة الرفاه في إسرائيل في بداية السبعينات . الانتصار في حرب " الأيام الستة " في حزيران ، 1967 وضم أراضي الضفة غزة إلى إلى زخم في الغربية وقطاع جهاز الاقتصاد الإسرائيلي ، أديا أعمال البناء وإلى ازدهار اقتصادي . في أعقاب ذلك وفي أعقاب حرب الاستنزاف ( 1969-1970 ) تم دفع مواضيع الرفاه إلى هامش الاهتمام الجماهيري ، ولم تحظ الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية بين المجموعات السكانية المختلفة بالاهتمام . لكن ، في صيف 1970 انتهت حرب الاستنزاف ، وبدأ وصول موجة كبيرة من القادمين الجدد من الاتحاد السو ڤ ييتي . الفجوة التي تكونت بين القادمين الجدد وسكان أحياء الفقر القديمة ( بسبب الحقوق التي حصل عليها القادمون الجدد مع وصولهم إلى البلاد )، أثارت غليانا اجتماعيا . تمثل هذا الغليان في نشاطات حركة " الفهود السود " – وهي حركة احتجاج أقامها شباب من مدينة القدس من أبناء الطوائف الشرقية . خلال مظاهرات الفهود السود التي نظمت في المدن المختلفة طرحت ادعاءات صعبة ضد تعامل الحكومة مع القادمين الجدد الشرقيين ( القادمين من الدول العربية ) في الخمسينات : إذ أسكنتهم الحكومة في " مخيمات العبور " ، ومن ثم حولتهم إلى مدن التطوير وأعمال الطوارئ . طالب " الفهود " الحكومة بتصحيح ما لحق بهم من ظلم عن طريق تخصيص الموارد لحل ضائقة أبناء الجيل الثاني منهم . في منشور وزعه " الفهود " في أيار 1971 وردت مطالب منها : القضاء على أحياء الفقر ، تعليم مجاني من الحضانة وحتى الجامعة ، الاستثمار في المدارس الضعيفة وغيرها . وضعت احتجاجات الفهود السود ضائقة مواطني إسرائيل الذي هاجروا إليها من دول الشرق على رأس جدول الأعمال العام – هذه الضائقة التي كانت في معظمها منكرة وغير معترف بها : حتى ذلك الوقت فضلت حكومات إسرائيل عدم النظر إلى الشرقيين على أنهم جمهور له ميزاته الخاصة ، ثقافة متميزة وصعوبات خاصة به ، بل نظرت إليهم على أنهم جمهور من القادمين من دول مختلفة سينصهرون داخل المجتمع الإسرائيلي واعتبرت ضائقتهم ضائقة مؤقتة فقط . أجبرت احتجاجات الفهود المؤسسة الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلي عامة على النظر إلى موضوع اليهود الشرقيين بشكل مختلف . في تلك الفترة نشر التأمين الوطني " تقرير الفقر " الأول الذي أشارت نتائجه إلى حجم الفقر والفجوات الاجتماعية – الاقتصادية في الدولة . أثرت هذه الأحداث على سياسة الحكومة : أضيف إلى التأمين الوطني 30 برنامجا جديدا منها تأمين البطالة وتأمين الإعاقة الكاملة . كذلك ارتفعت نسبة المخصصات إلى درجة كبيرة وتم توسيع دائرة مستحقيها . معظم هذه البرامج كانت شمولية ورسخت حق كل مواطني الدولة في الضمان الاجتماعي . تحولت مؤسسة التأمين الوطني إلى مؤسسة رائدة في ترسيخ دولة الرفاه وتوسيعها . في هذه الفترة زاد إنفاق الحكومة على الخدمات الاجتماعية من % 19 من مجمل نفقاتها سنة 1970 إلى % 28 سنة . 1980 الإنفاق الحكومي الكبير على المواضيع الاجتماعية وطبيعة التغييرات التي نفذت ، أديا إلى تقليص الفجوات الاجتماعية ، وقلصت حجم الفقر والضائقة . في هذه الفترة زادت مسؤولية الدولة عن رفاه سكانها زيادة كبيرة . تكون إما أن تكون هناك " كعكة الكعكة أبدا للجميع أو لا سعاديا مرتسيانو ، " فهد أسود " ومحارب من أجل العدالة الاجتماعية ، 1950–2007 ? هل نجد اليوم أيضا مجموعات سكانية تدعي أنها تعاني من الظلم والتمييز من قبل السلطة في المواضيع الاجتماعية – الاقتصادية؟ من هي هذه المجموعات؟ جدوا معطيات تدعم إجاباتكم واعرضوها . رئيس الحكومة ، اسحاق رابين في زيارة لعائلة مكونة من 10 أنفار تسكن في غرفة واحدة في حي القطمون في القدس ، 1974

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר