עמוד:176

المواجهة العالمية لمشاكل جودة البيئة الحق في جودة بيئة لائقة هو حق اجتماعي – اقتصادي ، تزداد أهميته أكثر فأكثر في عصر العولمة الذي تزداد فيه الأضرار البيئية وتتفاقم . ساهمت العولمة الاقتصادية بشكل كبير في الإساءة إلى البيئة : التطور الصناعي السريع في دول مختلفة من العالم ، والتوسع الكبير في البنى التحتية ( المياه ، الكهرباء ، المواصلات والاتصالات ) زادت من استعمال موارد الطبيعة ( الغاز الطبيعي ، البترول ، الفحم الحجري ، الماء ، الخشب )، والنتيجة تمثلت بازدياد كمية التلوث المنبعث إلى البيئة . في الوقت نفسه سببت عمليات العولمة ارتفاعا في مستوى معيشة الكثيرين من سكان العالم . الارتفاع في مستوى المعيشة يزيد من الاستهلاك وينتج مزيدا من النفايات التي تضر بالبيئة . حتى خمسينات وستينات القرن ال 20 كان التوجه المركزي إلى جودة البيئة توجها محليا ، أي أن معالجة مشاكل البيئة تتم في كل دولة على حدة . ولكن الأضرار البيئية لا تقيم حسابا للحدود السياسية . على سبيل المثال ، تلويث مياه نهر يجري في دولة ما في منطقة منابع النهر ، قد ينتشر ويصل مع تدفق المياه إلى مصب النهر ، وحتى إلى البحر أيضا ( الذي يكون أحيانا في تخوم دولة أخرى ) . لذلك ، بدأ يتطور في العالم توجه جديد ، وهو التوجه العالمي . بموجبه ينظر إلى الكرة الأرضية كمنظومة كاملة واحدة ، قد يؤثر كل تغيير محلي فيها على العالم كله ، ومن المحتمل أن يخل بتوازن المنظومة كلها ، ولذلك يجب معالجة مشاكل بيئية خاصة بشكل عالمي عام . " احترار الأرض " هو أحد الأمثلة على مشكلة بيئية تتطلب توجها عالميا في مواجهتها تتمثل هذه الظاهرة في ارتفاع في معدل حرارة سطح الكرة الأرضية الذي سجل خلال المئة سنة الأخيرة ، واستمرار هذا الارتفاع في المستقبل . يعتقد الباحثون أن الارتفاع في الحرارة ناجم عن النشاطات البشرية ويتمثل في انبعاث غازات مختلفة ، خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الغازي . نتائج هذا الارتفاع صعبة ، ويبدو أنها ستزداد مع مرور الوقت : ذوبان الجبال الجليدية ، ارتفاع مستوى سطح البحر ، تزايد حالات القحل أو الفيضانات الصعبة ، وغيرها . انخفاض كثافة طبقة الأوزون المحيطة بالكرة الأرضية هو مثال آخر على المشاكل البيئية العالمية يتراكم غاز الأوزون على ارتفاع ما بين 12–15 كم فوق سطح الأرض . يحمي الأوزون سطح الكرة الأرضية من أشعة الشمس الخطيرة ، الأشعة فوق البنفسجية . وجد العلماء علاقة بين انخفاض كثافة طبقة الأوزون والاستعمال المتزايد لمجموعة غازات تسمى " الفريئونات " ( أي فلور وكربون ) . فيما يتعلق بهذه المشكلة فقد سارع المجتمع الدولي إلى القيام بعمليات سريعة ، وقد وقعت غالبية دول العالم على ميثاق تعهدت فيه بالتوقف عن إنتاج واستعمال هذه الغازات . وبالفعل ، فقد لوحظ في السنوات الأخيرة هبوط في حجم الظاهرة . يخمن الباحثون أنه إذا استمرت الفعاليات الدولية هذه ، فمن المتوقع عودة طبقة الأوزون إلى سابق عهدها ، بحلول منتصف القرن ال 21 تقريبا . تشترك في التعامل العالمي مع القضايا البيئية القطاعات الثلاثة – القطاع العام العالمي ، والقطاع الخاص العالمي ، والقطاع المدني العالمي . دعونا ننظر إلى بعض الأمثلة على نشاط كل من هذه القطاعات في موضوع مواجهة مشكلة احترار الأرض . للتلويث لا يوجد " جواز سفر شمعون بيرس ، الرئيس الـ 9 لدولة إسرائيل في خطاب له في مؤتمر كوبنهاجن ، 2009 حددت منظمة الأمم المتحدة يوم 16 أيلول يوما عالميا للمحافظة على طبقة الأوزون . في الصورة : لافتة لـ – UNEP منظمة البيئة التابعة للأمم المتحدة ( برنامج الأمم المتحدة للبيئة )

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר