עמוד:169

الفجوات بين المجموعات السكانية داخل دول مختلفة على المستوى الدولي الداخلي أيضا يمكننا أن نتحدث عن توجهات مختلفة فيما يتعلق بالفجوات الاجتماعية – الاقتصادية بين المجموعات السكانية المختلفة . الفجوات في الدول الأقل تطورا : في الدول الأقل تطورا التي سجل فيها نمو في أعقاب عمليات العولمة ، ارتفع معدل مستوى المعيشة ، ولكن لم يتمتع الجميع بهذا الارتفاع . في حالات كثيرة ، جزء صغير من السكان ، وبالذات أصحاب رؤوس الأموال ، وأصحاب المؤهلات والقدرات على التحرك ، والتحول ، وملاءمة أنفسهم للواقع المتغير ، هم الذين يحظون بارتفاع حقيقي في الدخل . مستوى معيشة غالبية السكان الذين يواجهون صعوبة في ملاءمة أنفسهم للواقع المتغير - لا يرتفع دخلهم ، بل أحيانا قد ينخفض . في دول كثيرة تتطور مناطق معينة وتتحول إلى مراكز عمل جديدة ، أما المناطق التي كانت فيها مراكز العمل القديمة ، فتفقد من أهميتها وتتدهور . مما يؤدي إلى أن تهجرها المجموعات السكانية الغنية وعليه تحظى في تحظى به والمثقفة ، بالاستثمارات البنى التحتية مثلما المناطق الجديدة . كما أن الهجرة من القرية إلى المدينة بحثا عن العمل تضر بالمناطق القروية وكذلك بالمدن التي تنشأ فيها أحياء فقر وتتكون تجمعات سكانية فقيرة . الفجوات في الدول المتطورة : يؤدي التنافس في الدول المتطورة مع مهاجري العمل ومع عمال الإنتاج في الدول الأقل تطورا إلى إغلاق المصانع المحلية ، أو إلى استبدال العمال المحليين بعمال أقل تكلفة مما قد يؤدي إلى المس بأجور العمال الفقراء ، أو إلى فقدانهم الكامل لمصدر رزقهم فيزيدهم فقرا ، وبالتالي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء في هذه الدول . في هذه الدول أيضا الشرط الحاسم هو مدى قابلية التحرك والتنقل : العمال الذين يستطيعون الانتقال من مكان سكن إلى آخر ، أو إيجاد عمل يتطلب مهارة وتأهيلا عاليا يتمتعون بحسنات العولمة الاقتصادية . بينما ، بالمقابل ، الأشخاص الذين لا يملكون الثقافة ، ولا التأهيل ، ولا القدرة على تغيير مكان عملهم ، أو لا يستطيعون ترك مكان سكناهم فإنهم يعانون من البطالة . • إجمالا ، تشير المعطيات إلى أن الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية واللا مساواة بين الدول وداخل هذه الدول في عصر العولمة ، قد اتسعت وازدادت ، باستثناء تغييرات بسيطة . الاتساع الأساسي في الفجوات هو بين أولئك المتحركين والمتنقلين في عالم العولمة ، أو بين أولئك الذين يملكون القدرة على التنقل والذين لا يقدرون على ذلك . ولكن الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية ليست نتيجة حتمية لعمليات العولمة : سياسة حكومية حكيمة ومنطقية يمكنها بكل تأكيد أن تؤثر على الفجوات التي تتكون في أعقاب هذه العمليات ، وذلك ، في الأساس ، بواسطة الاستثمار في الثروة البشرية من خلال الخدمات الاجتماعية النوعية ، وبالذات في التعليم والثقافة والتأهيل المهني . عمليات العولمة والطبقة الوسطى أحد تأثيرات العولمة الاقتصادية ينعكس على حجم الطبقة الوسطى في المجتمع . الطبقة الوسطى هو مصطلح اجتماعي - اقتصادي يعرف مواطني الدولة أصحاب القدرة اقتصادية المعقولة ، ولكنهم ليسوا أصحاب تأثير أو غنى كبير أو بارز للعيان . الطبقة الوسطى تعرف بحسب العائلات التي يتراوح دخلها الإجمالي ( غير الصافي ) ما بين % 75 و َ % 125 من متوسط الدخل . طبقة متوسطة واسعة وكبيرة تعتبر القوة المحركة للاقتصاد في الدول الديمقراطية المتطورة . كلما كبرت واتسعت الطبقة الوسطى في المجتمع وارتفع دخلها ، مستوى في وقلت ونموه انخفض اللا مساواة المجتمع ، التوترات الاجتماعية وزاد استقرار المجتمع وإنتاجيته الاقتصادي . كيف تؤثر عمليات العولمة على الطبقة الوسطى؟ سؤال يشغل بال الكثير من الباحثين . تبين الدراسات أن هناك دولا كان للعولمة تأثير كبير فيها على تقلص الطبقة الوسطى ( هذا ما حدث ، على سبيل المثال ، في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي إنجلترا وحتى في إسرائيل )، وهناك دول أدت عمليات العولمة فيها إلى اتساع الطبقة الوسطى ( في الهند ، على سبيل المثال ) . المقياس لنمونا لا " يتمثل بما نضيفه إلى غنى أولئك الذين يملكون الكثير ، بل بالكفاية التي نوفرها لأولئك الذين لا يملكون إلا القليل . فرانكلين روزفلت ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 1933–1945 ? هناك من يدعون بأن تطور وسائل المواصلات والإعلام في عصر العولمة يضخم ويوسع الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية بين المجموعات السكانية المختلفة ، وهناك من يدعون بأن هذه العوامل تساهم في تقليص هذه الفجوات . هاتوا تعليلين لكل من هذين الادعاءين .

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר