|
עמוד:164
تطور الشركات المتعددة الجنسيات وزيادة قوتها في عصر العولمة تطورت شركات متعددة الجنسيات . وهي شركات تجارية تمتلك مصانع وفروعا ومكاتب في عدد من الدول ، أو هي شركات تتم كل مرحلة من مراحل تطوير وإنتاج منتجاتها في دولة مختلفة ، الأكثر ملاءمة لاحتياجاتها . وعليه ، ففي حين تركز الإنتاج سابقا في مصنع في مكان واحد ، في دولة واحدة ، نجد أن عمليات العولمة الاقتصادية في أيامنا تمكن الشركات التجارية من توزيع المراحل المختلفة لإنتاج منتجاتها بين عدة دول . تختار الشركات المتعددة الجنسيات المكان الذي تضع فيه استثماراتها ، بناء على الجدوى الاقتصادية – أي تختار الأماكن التي تكون فيها الاحتمالات الأكبر للحصول على الربح الاقتصادي . ووفق هذا المعيار تغير هذه الشركات أماكن مصانعها ، من أجل زيادة أرباحها . على سبيل المثال : يمكن أن تنقل هذه الشركات الكبيرة مصانعها إلى مكان فيه الأيدي العاملة أقل تكلفة ، أو أمهر أو إلى مكان الضرائب فيه أقل . دخول الشركات المتعددة الجنسيات إلى دولة معينة ، وإقامة مصانعها فيها يساهم في اقتصاد الدولة ورفاه المواطنين : تستثمر الشركات الأموال ، وتدفع الضرائب ، وتوفر وعليه تقترح دول كثيرة على تتمثل في أماكن العمل . الشركات تسهيلات ومحفزات تقديم المنح والتسهيلات / التنزيلات الضريبية من أجل تشجيع انتقال الشركات المتعددة الجنسيات إليها . شركة " إنتل " هي نموذج على مثل هذه الشركات ، فهي شركة متعددة الجنسيات تنتج شرائح لصناعة الحواسيب ، وهي تشغل في جميع أنحاء العالم حوالي 91 ألف عاملا منهم حوالي 6000 يعملون في إسرائيل . تعتبر شركة " إنتل " أكبر مشغل خصوصي في إسرائيل وهي تتمتع بمنح من الدولة ، تشجع هذه المنح الشركة على تطوير أعمالها في إسرائيل . نشاط الشركات المتعددة الجنسيات يسبب أيضا في ظهور مشاكل مختلفة : الإساءة إلى العمال ، في الدول الأقل تطورا وكذلك في الدول المتطورة : معظم الشركات المتعددة الجنسيات تحتفظ بإداراتها ومراكز التطوير التابعة لها في أمريكا الشمالية ( الولايات المتحدة الأمريكية وكندا )، وفي أوروبا ( خاصة في ألمانيا ، وفرنسا ، وبريطانيا وهولندا )، وفي اليابان – أي الدول التي توجد فيها عادة أيد عاملة مثقفة وماهرة . أما معامل الإنتاج والتركيب التي تحتاج إلى أيد عاملة ليست ذات مهارة عالية ، فهي في الدول الأقل تطورا ، التي معظمها ليست ديمقراطية ولا توجد فيها حماية للعمال ولحقوقهم . تستغل الشركات المتعددة الجنسيات الوضع القائم في هذه الدول من أجل زيادة أرباحها؛ إذ إن الأجر المألوف فيها زهيد ، وفي معظم الحالات ليس من واجب الشركة إعطاء العمال حقوقا اجتماعية ، أو أن تطبيق هذا الواجب لا يفرض على المشغلين . النتيجة هي أنه في كثير من الأحيان يحصل استغلال مزر للعمال : تشغيلهم بأجر زهيد جدا ، وفي ظروف عمل صعبة ، وبدون حقوق اجتماعية ، وتشغيل أولاد وإلخ . هناك من يسمون طريقة التشغيل هذه باسم " ورشة الكدح " ( " . ( " Sweatshop نشاط الشركات المتعددة الجنسيات لا يسيء إلى العمال في الدول الأقل تطورا فحسب ، بل يسيء أيضا إلى العمال في الدول المتطورة أيضا : نقل المصانع إلى الدول الأقل تطورا ، إلى أماكن تكلفة الإنتاج فيها أقل ، أو استعمال مصانع محلية أرخص عن طريق الاعتماد على التعاقد الخارجي في بعض أعمال الشركة ، تؤدي كلها ، أحيانا ، إلى البطالة ? . 1 اقرؤوا في عن عمالة الأولاد في الدول المختلفة . في أي دول ينتشر تشغيل الأولاد؟ هل في هذه الدول قوانين تمنع تشغيل الأولاد؟ ما هي الظروف التي يتم فيها تشغيل الأولاد في هذه الدول؟ . 2 اقرؤوا في المقال " أصحاب ملابن " تنو ڤ ا " على خط الإنتاج العالمي " . كيف يقترح الكاتب مواجهة الإساءة إلى العمال في عصر العولمة؟ . 3 ما رأيكم : هل يمكن الحرص على حقوق العمال في عصر العولمة بواسطة " التنظيم "؟ اشرحوا . شركة " نايكي " هي مثال على شركة متعددة الجنسيات تصنع منتجاتها في دول كثيرة ( العملية المسماة " خط الإنتاج العالمي " ) : مقر إدارة الشركة في ولاية أوريغون في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفيها تنفذ أعمال تصميم الأحذية ، وتطويرها ، وتسويقها . أما الإنتاج فيتم في خمس دول مختلفة . أحذية air max مثلا ، تصنع من 52 مادة خام مختلفة مصدرها من 5 دول . كل حذاء يمر بـ 120 يدا ، خلال سلسلة إنتاج تتطلب تنسيقا كاملا بين وصول المواد الخام إلى المصنع ومراحل الإنتاج . تمتلك الشركة حوالي 150 مصنع إنتاج في آسيا ، تشغل حوالي 350 ألف عامل . في حالات معينة يتقاضى عمال الإنتاج هؤلاء 0 . 11 دولار مقابل ساعة عمل ، مقارنة بمدير عام شركة نايكي ، على سبيل المثال ، الذي بلغ أجره في سنة 2 . 7 ، 1997 مليون دولار ... في الصورة : مظاهرة ضد شركة " نايكي " .
|