עמוד:160

ما هي العولمة؟ يسمى العصر الذي نعيش فيه " عصر العولمة " . يعبر هذا الاسم عن عمليات عالمية – اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية ، سياسية ، بيئية وحتى دينية – تحدث في العقود الأخيرة وهي تعزز العلاقات المتبادلة بين دول العالم ، وتزيد من الاندماج والترابط بينها . تؤثر هذه العمليات على العالم ، وتغير وجهه إلى درجة كبيرة ، كما أن لها تأثيرات بعضها إيجابية وبعضها سلبية . في هذا الفصل سنتناول في الأساس العمليات الاقتصادية ( عمليات العولمة الاقتصادية )، وانعكاساتها على الدول المتطورة * وعلى الدول الأقل تطورا * . سنرى أيضا ما هي أدوات السياسة المتوفرة تحت تصرف دول العالم ، خاصة دول الرفاه الحديثة ، في مواجهتها لهذه العمليات . ما هي العولمة الاقتصادية؟ هي عمليات يتحول فيها النشاط الاقتصادي من نشاط محلي ( في داخل الدولة ) في الأساس ، إلى نشاط عالمي ( يتجاوز حدود الدولة ) . تتسنى هذه العمليات عندما تتبنى المزيد من الدول السياسة المقلصة ، وتزيل القيود التي فرضتها في الماضي على النشاط الاقتصادي القائم بينها وبين الدول الأخرى . 2 تنعكس هذه السياسة في الأساس في 3 مجالات : - إلغاء الجمارك * المختلفة على استيراد البضائع إلى داخل الدولة . - إلغاء القيود على نقل الأموال من الدولة وإليها ، وعلى النشاط الاقتصادي لشركات الدول المختلفة داخلها ، وكذلك السماح بتدفق رؤوس المال والاستثمارات الأجنبية من الدولة واليها . - إلغاء القيود على دخول مهاجري العمل إلى داخل الدولة . سياسة التعاون الاقتصادي بين الدول كانت مألوفة دائما وأبدا ، بطرق مختلفة وعلى مستويات مختلفة ، إلا أن للعولمة في عصرنا ميزات خاصة . أحداث ومجريات مختلفة أدت إلى تطور العولمة الاقتصادية في أيامنا وفسحت لها المجال : مع انتهاء الحرب العالمية الثانية طمحت الدول إلى خلق مناخ من التعاون فيما بينها ، تفاديا لاندلاع حروب في المستقبل . ومن جملة ذلك عمل المجتمع الدولي على تحسين التعاون الاقتصادي . في مؤتمر بريتون وودز الذي عقد في الولايات المتحدة سنة ، 1944 أقيمت مؤسسات دولية اقتصادية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ( اللذان سنتناولهما لاحقا في هذا الفصل ) . لقد كان الهدف من هذا المؤتمر إزالة القيود والحواجز الاقتصادية ، بهدف تشجيع الانتقال الحر للبضائع ورؤوس الأموال بين الدول . قامت هذه المبادرة على فكرة أن التعاون الاقتصادي يدعم ويشجع السلام العالمي . * دولة متطورة : وهي الدولة التي تمتاز بمستوى معيشة مرتفع ، وبنى تحتية متطورة ، وبمستوى عال من الثقافة والتكنولوجيا . جميع دول الرفاه الديمقراطية هي دول متطورة ( على سبيل المثال : دول غرب أوروبا ، الولايات المتحدة ، كندا اليابان وأستراليا ) . * دولة أقل تطورا : وهي الدولة التي تمتاز بمستوى معيشة منخفض ، وبنى تحتية غير متطورة ، وبمستوى منخفض من الثقافة والتكنولوجيا . يقع معظم الدول الأقل تطورا في قارة إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا . * الجمرك : ( مكس ) وهو ضريبة تفرضها الدولة على السلع المستوردة من الدول الأخرى ، بهدف تحديد استيراد البضائع من الدول الأخرى وحماية المنتجين المحليين . الصحة الاقتصادية " لكل دولة هي شأن كل من جاراتها ، القريبة والبعيدة فرانكلين د . روزفلت ، رئيس الولايات المتحدة ما بين 1933–1945 في افتتاح مؤتمر بريتون وودز 1 المصطلح ( الأجنبي " غلوبالي " مشتق من كلمة " غلوبوس " أي كرة ) وفي العربية " عولمي " يعني عالمي ، ويستعمل لتناول المواضيع ذات الصلة بالعالم ككل ، أي بكل ما يدور على الكرة الأرضية . 2 تستند هذه السياسة على مبدأ الأفضلية النسبية – مبدأ اقتصادي بناء عليه من المفضل ، بموجبه ، أن تركز الدولة جهودها على الإنتاج الجيد ، والناجع ، والرخيص للمنتجات التي تختص بإنتاجها ، وأن تستورد المنتجات الأخرى من الدول المتخصصة في إنتاجها . جون ماينرد كينز ( على اليمين ) ممثل بريطانيا ، وهنري دكستر وايت ( على اليسار )، ممثل الولايات المتحدة في مؤتمر بريتون وودز

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר