עמוד:128

هل تسيء منظومة الضمان الاجتماعي إلى الرغبة في العمل؟ أحد الادعاءات الرئيسية ضد سياسة منح المخصصات عن طريق منظومة الضمان الاجتماعي يقول بأن هذه الدفعات تنتج عنها مصيدة الفقر . بموجب هذا الادعاء فإن المخصصات تشجع الفقراء على أن يظلوا يعتاشون عليها ، وتدفع عنهم الرغبة في الخروج إلى العمل ، وبذلك فهي " تصطادهم " وتحبسهم داخل دائرة الفقر ، وتمنعهم من الخروج منها . إضافة إلى ذلك ، الاعتماد على المخصصات التي تمنحها الدولة يحول الفقراء إلى خاملين وغير فعالين ويقلل من مسؤوليتهم الشخصية عن مصيرهم ، ويزيدهم تعلقا بالدولة . يعتقد مؤيدو هذا الادعاء أنه لمواجهة ظاهرة الفقر يجب التوقف عن تقديم مخصصات الضمان الاجتماعي أو على الأقل تقليصها ، واتخاذ سياسة تشجع الفقراء ( القادرين على ذلك ) على الخروج إلى العمل . وبلغة مجازية – " أعطوهم صنانير لا أسماكا ! ... " مقابل هذا التوجه يقف التوجه الداعم لتقديم المخصصات السخية من طرف منظومة الضمان الاجتماعي ، ويعارض أي مساس بها . يعتقد مؤيدو هذا التوجه أن المخصصات لا تتسبب بالفقر ، بل الفقر هو الذي يخلق الحاجة إلى منح المخصصات وفق هذا التوجه . بناء على توجههم فإن مكافحة الفقر يجب ألا تتم من خلال المس بالمخصصات ، بل بوسائل أخرى ، أولها هو الاستثمار في التعليم . ناهيك عن أن الفقر يكلف الدولة أعلى بكثير مما تكلفه المخصصات وفق هذا التوجه . فمثلا ، لا يدفع الفقراء ضرائب ولا يساهمون في زيادة دخل الدولة؛ لا يدفعون أرنونا ، مما يساهم في تدهور أوضاع السلطات المحلية؛ الفقر هو أحد أسباب الإجرام والإدمان على المخدرات ، وتكاليف مكافحة هذه الظواهر باهظة . لذلك ، بناء على هذا التوجه ، لكي نشجع الفقراء على الخروج إلى العمل وإعالة أنفسهم بأنفسهم ، يجب الاهتمام بأن يكون دخل العاملين أعلى من المخصصات التي يحصلون عليها من منظومة الضمان الاجتماعي . هذا الشيء يمكن عمله بعدة طرق ، على سبيل المثال : - الاهتمام بأن يكون الدخل مقابل العمل عاليا بما فيه الكفاية – على سبيل المثال ، بواسطة زيادة الحد الأدنى للأجور ، عن طريق إلغاء الضرائب المفروضة على الدخل المنخفض ، أو عن طريق أخذ المصاريف المرتبطة بالعمل ( مثل : تكاليف السفر ، حضانة الأولاد ) بعين الاعتبار . - تمكين العاملين من مواصلة الحصول على دفعات ضمان الدخل بعد أن يبدؤوا بالعمل أيضا . ثارت ، في إسرائيل ، قضية تأثير مخصصات الضمان الاجتماعي على الرغبة في العمل بقوة سنة . 2003 بعدما ازداد في التسعينات عدد متلقي المخصصات ، وارتفعت دفعات المخصصات على نحو كبير ، قررت الحكومة تقليص ، بل إلغاء قسم من مخصصات التأمين الوطني ، بدعوى أنها تسيء إلى رغبة متلقيها في الخروج إلى العمل وتحصيل رزقهم بأنفسهم . في أعقاب ذلك مرت مخصصات ضمان الدخل بهزة عنيفة ، فقد خفضت مكافأة ضمان الدخل بنسبة % 20 بالمعدل لحوالي % 70 من مستحقي هذه المخصصات ، والتقليص الكبير في المخصصات أساء في الأساس إلى الأزواج مع أولاد وإلى العائلات أحادية الوالدين . في أعقاب هذه التغييرات توجهت عدة منظمات اجتماعية مختلفة بالتماس إلى محكمة العدل من الصحافة [ من مقابلة مع رئيس الحكومة ، بنيامين نتنياهو ] : " لا يوجد أي سبب [ ... ] يجعل الشاب الصغير القادر على الذهاب إلى العمل يحصل على مخصص ضمان الدخل . [ ... ] لماذا علي أن أعطي مخصصات لأشخاص أصحاء ومعافين؟ [ ... ] إذا كانوا معافين في أبدانهم ونفوسهم – فليذهبوا إلى العمل . بهذه الطريقة فقط يتوفر لنا المال لنعطي المسنين . المخصصات يجب أن تدفع لمن هم بحاجة إليها وليس لمن ليس بحاجة إليها . أنا أريد أن أعطي المزيد لهم وللناجين من المحرقة النازية وهذا التمييز هو في صلب السؤال حول العدالة الاجتماعية – إعطاء من لا يستطيع أن يعمل . إيتان أفريئيل ، بنيامين نتنياهو : المواجهة مع العائلات الغنية في الجهاز الاقتصادي ضرورية لمستقبل الدولة وسيتفذ 11 ، TheMarker أيار 2010

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר