עמוד:43

في هذا الفصل سنقارن بين وجهة النظر النيوليبرالية ووجهة النظر الاجتماعية الديمقراطية . ستتم المقارنة من خلال مناقشة أربعة أسئلة : من المسؤول عن رفاه الفرد : على من تقع معظم مسؤولية الحرص على رفاه الفرد – على الفرد نفسه أم على الدولة؟ حجم مسؤولية الدولة عن رفاه الفرد : هل على الدولة أن تقدم للمواطنين خدمات رفاه مقلصة وتكون معدة بشكل خاص للمحتاجين فقط ، أم خدمات رفاه موسعة معدة لجميع السكان؟ تدخل الدول في النشاط الاقتصادي : إلى أي مدى يجب على الدولة أن تتدخل في النشاط الاقتصادي من أجل توفير الرفاه لمواطنيها؟ المساواة وتقليص الفجوات : هل على الدولة أن تعمل من أجل المساواة الاجتماعية - الاقتصادية وتقليص الفجوات الاجتماعية – الاقتصادية بين مواطنيها؟ نتعرف بواسطة هذه المقارنة على الفروق بين وجهتي النظر من الناحية الفكرية ومن ناحية النتائج في الميدان ، وسنرى ما هي طبيعة المجتمع الذي يتبلور حسب كل منهما . ثلاثة قطاعات تمتاز الدولة الديمقراطية بثلاثة قطاعات تعمل في المجال الاجتماعي - الاقتصادي . هذه القطاعات قائمة جنبا إلى جنب ، وكل منها يكمل القطاعات الأخرى : . 1 القطاع الحكومي أو القطاع العام ، ويشمل الهيئات والمؤسسات بالملكية العامة بحكم القانون – الوزارات ، السلطات المحلية ، جهاز الضمان الاجتماعي وإلخ . . 2 القطاع التجاري ، ويشمل الأفراد والشركات التي تعمل بهدف الربح . . 3 القطاع المدني – الاجتماعي أو القطاع الثالث – يشمل الأفراد والمنظمات التي تعمل في مختلف المواضيع لأهداف اجتماعية لا تهدف إلى الربح . تمتاز منظمات القطاع الثالث بمشاركة عدد كبير من المتطوعين واستخدام التبرعات المالية . 1 تؤثر العلاقات المتبادلة بين القطاعات الثلاثة وتوزيع المهام بينها ، على صورة الدولة الاجتماعية – الاقتصادية . هناك دول فيها القطاع العام هو القطاع السائد . في هذه الدول القطاع الثالث أقل حيوية ، وفي دول أخرى القطاع الحكومي مقلص ، وللقطاع الثالث فيها دور مركزي - توفير متطلبات وتلبية احتياجات اجتماعية - اقتصادية لا تلبيها القطاعات الأخرى لأسباب مختلفة . ترى كل من وجهتي النظر ، الاجتماعية - الديمقراطية والنيوليبرالية بطريقة مختلفة العلاقات المتبادلة وتوزيع الوظائف المنشودين بين القطاعات المختلفة في المواضيع الاجتماعية - الاقتصادية . في السنوات الأخيرة هناك من يتحدث عن قطاع إضافي – " القطاع الرابع " – والذي هوعبارة عن دمج بين القطاع التجاري والقطاع المدني : شركات تجارية تعمل من أجل أهداف اجتماعية ( أعمال اجتماعية ) . محمد يونس بروفيسور في الاقتصاد من بنغلادش ، أقام إحدى المصالح الأولى والفريدة في نوعها في العالم ألا وهو " بنك غرامين " – وهو بنك يقدم لفقراء بلاده الذين لا يستطيعون الحصول على قروض من البنوك العادية ، قروضا بفائدة معقولة لإقامة مصلحة صغيرة تساعدهم في كسب لقمة العيش . في الصورة : غلاف كتاب بروفيسور يونس " عالم بلا فقر " الذي يحكي فيه عن هذه المبادرة وعن الفكرة التي تكمن وراءها 1 عندما نتحدث عن منظمات القطاع الثالث نستعمل مصطلحات مختلفة منها : - جمعية : وهي مجموعة أشخاص انتظموا من أجل تحقيق هدف معين ، لا من أجل تحقيق الأرباح وتم تسجيلهم في سجل مسجل الجمعيات . - مؤسسة لأهداف غير ربحية - منظمة لأهداف غير ربحية

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר