עמוד:37

الانحطاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية معلم آخر من معالم تطور فكرة دولة الرفاه هو الانحطاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية . بدأ هذا الانحطاط مع انهيار البورصة في نيويورك . 1929 في أعقابه خسر الكثيرون أموالهم وتوفيراتهم ، مما أدى إلى إغلاق المصانع وإفلاس آلاف البنوك والشركات ، ووصل عدد العاطلين عن العمل إلى ربع الأيدي العاملة في الاقتصاد الأمريكي . ألحق الانحطاط الاقتصادي الكبير الذي حل بالولايات المتحدة الأمريكية في السنوات ما بين 1929–1940 ضررا كبيرا ليس بهذه الدولة فحسب ، بل بالدول الصناعية في أوروبا أيضا . في سنة 1932 تم انتخاب فرانكلين روزفلت رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية . في حملة الدعاية الانتخابية اقترح روزفلت إصلاحا اقتصاديا شاملا سماه " . " New Deal سياسة " النيو ديل " الخاصة بروزفلت التي كانت تهدف إلى مواجهة الانحطاط الاقتصادي . شملت هذه السياسة تدخلا فعالا من جهة الحكومة في النشاط الاقتصادي ، على سبيل المثال : تطوير مبادرات حكومية بهدف توفير أماكن عمل للعاطلين عن العمل وسن قوانين لحماية العمال وحقوقهم . كما طبقت برامج للتأمينات الاجتماعية شملت مخصصات شيخوخة ، مخصصات بطالة ، ومساعدات للعائلات التي لها أولاد . كانت جميع هذه الأفكار في حينه أفكارا ثورية في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي كان الرأي السائد فيها هو أنه ليس من وظيفة الدولة أن تتدخل في اقتصاد الفرد ، أو تقدم له المساعدة لإنقاذه من ضائقة . الأزمة في أعقاب الحرب العالمية الثانية في بريطانيا في سنة 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية في ذروة المعارك ضد ألمانيا ، شكلت حكومة بريطانيا لجنة برئاسة اللورد بيفيريدج وطلبت منها تطوير برامج اجتماعية وإيجاد الحلول للضائقة الصعبة التي عانى منها مواطنو بريطانيا ، نتيجة للحرب . قدم تقرير لجنة بيفيريدج نموذجا لمجتمع أفضل يبنى بعد الحرب . كان هذا التقرير نقطة تحول في تطور الخدمات الاجتماعية في بريطانيا ، ومن ثم في دول أخرى . تخيل بيفيريدج دولة الرفاه كأنها فارس يقاتل خمسة عمالقة – الفقر والإهمال والبطالة والجهل والمرض – بواسطة التأمينات الاجتماعية ، والتامين الصحي والتعليم العام المجاني والمساكن الشعبية المدعومة والسياسة الاقتصادية التي تضمن عملا للجميع . نص التقرير بشكل واضح على أن الدولة هي المسؤولة عن رفاه جميع المواطنين . في الانتخابات التي جرت في صيف 1945 بعد انتهاء الحرب مباشرة ، تم انتخاب حزب الليبور ( العمل ) الذي دعم هذه الإصلاحات الاجتماعية من أجل إعادة تأهيل المجتمع البريطاني في أعقاب ما أصابه من دمار الحرب وعنائها ، وتبنت الحكومة برنامج بيفيريدج . جون كينز – التسويغ الاقتصادي والنظري لدولة الرفاه كان جون مينارد كينز ( John Maynard Keynes ) ( 1883-1946 ) خبير اقتصاد بريطاني ، منح أفكار دولة الرفاه التسويغ الاقتصادي والنظري . طور كينز نظرية اقتصادية اعتبرت نقطة تحول ، بل ثورة حقيقية في الفكر الاقتصادي ، نظرية تؤمن بالتدخل الحكومي الفعال في اقتصاد السوق . في كتابه الذي صدر سنة 1935 " النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود " الذي كتبه في أعقاب الانحطاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية ، قرر كينز أن على الحكومة أن تتدخل عند وقوع الأزمات في اقتصاد السوق وأن تعمل لتحريك عجلات الاقتصاد من جديد ومساعدته في النمو والتطور . أحد اقتراحاته الأساسية كان أن على الحكومة أن تبادر إلى مشاريع في مجال البنى التحتية – شق الطرقات وتعبيد الشوارع ، وإنشاء محطات توليد الكهرباء وما شابه - على أن يقوم بهذه الأعمال ، كأعمال عامة ، العاطلون عن العمل في تلك الفترة وكانوا كثرا . في رأيه هذه الأعمال ، وأعمال أخرى تقوم بها الحكومة تزيد من دخل المواطنين ، مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك ، والزيادة في الاستهلاك تشجع على زيادة الإنتاج ، وبهذه الطريقة يتحرك الاقتصاد إلى الأمام وينمو ويتطور . أثرت نظرية كينز التي سميت " الاقتصاد الكينزي " ، على فرانكلين روزفلت أيضا ، رئيس الولايات المتحدة في فترة الانحطاط الاقتصادي الكبير . إحدى الخطوات التي اتخذها روزفلت من أجل التخلص من الأزمة كانت المبادرة إلى كم هائل من الأعمال العامة وتنفيذها . طابور الانتظار للحصول على مخصصات البطالة في مكتب البطالة في سان فرانسيسكو في فترة الانحطاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية . 1938 التقطت الصورة للتوثيق دوروتيا لانغ وهي مصورة أمريكية اشتهرت بصورها التي التقطتها خاصة خلال فترة الانحطاط الاقتصادي .

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר