עמוד:14

الحقوق الاجتماعية – الاقتصادية في اليهودية تعتبر وجهة النظر الديمقراطية الإنسان صاحب حقوق ، بينما تعتبره الشريعة اليهودية مكلفا بواجبات . صحيح أن الحقوق والواجبات وجهان لنفس العملة : مقابل كل حق للإنسان ، واجب على الغير بألا يمس بهذا الحق ، ومقابل كل واجب على الإنسان ، حق للغير بأن يقوم الإنسان بتأدية هذا الواجب نحوه . ولكن لنقطة الانطلاق هنا أهمية خاصة . عندما تكون نقطة الانطلاق أن لكل إنسان حقوق ، يفحص الإنسان " ما هو حقي "؛ وعندما تكون نقطة الانطلاق أن على كل إنسان واجبات – يفحص الإنسان " ما هو واجبي تجاه الآخرين " . تفرض الشريعة اليهودية على كل يهودي واجبات اجتماعية واقتصادية نحو الآخر . هذه الواجبات ملقاة على الإنسان كفرد ، وملقاة عليه كجزء من المجتمع / الطائفة . تسمى الواجبات الملقاة على الإنسان في الشريعة " فرائض " . تفرض التوراة سلسلة من الفرائض مجملها : تقديم الموسرين جزءا من ثروتهم لصالح الآخرين ، الفقراء ، بهدف الاهتمام بتوفير أبسط مقومات المعيشة لهم وتمكينهم من البقاء . وهكذا ، يمكننا أن نحسب الفرائض التي تلزم صاحب الحقل بتقديم جزء من محصوله للفقراء ( اللقاط أي السنابل التي تسقط أثناء الحصاد؛ بقايا الحصاد وهو ما ينسى في الحقل بعد جمع الحصاد؛ أطراف الحقل؛ عناقيد العنب ذات الشكل غير المتناسق ) . هنالك فرائض تمكن المحتاج من الخروج من دائرة الفقر أيضا ، على سبيل المثال ، الفريضة التي تلزم إعادة الأرض إلى أصحابها الأصليين الذين اضطروا إلى بيعها – في سنة اليوبيل ( أي بعد مرور خمسين سنة على بيعها ) ؛ الفرائض التي تلزم أصحاب رؤوس الأموال بالتنازل عن ديونهم عند الفقراء كل سبع سنوات – في سنة التبوير أو سنة الإبراء . إضافة إلى الفرائض التي تلزم الأغنياء بإعطاء القروض للمحتاجين . في فترة متأخرة تبلورت مؤسسة الصدقات التي أصبحت القناة المركزية التي تساند بواسطتها الطائفة اليهودية أفرادها الفقراء والمحتاجين . أخذت الطائفة على عاتقها واجب تقديم الصدقات للفقراء بشكل ممأسس ومنتظم ، لكن هذه المأسسة للصدقات لم تعف الفرد من واجبه الشخصي بتقديم الصدقات . وهكذا تبلورت قناتان منفصلتان للصدقات – القناة العامة والقناة الخاصة . تعترف الشريعة كذلك بواجبات اجتماعية – اقتصادية في مجالات أخرى أيضا ، على سبيل المثال : - واجبات نحو العامل : تشمل واجبات المشغل نحو عامله تعليمات بشأن حد أدنى من الأجر ، واجب دفع الأجر في موعده وواجب دفع تعويضات الفصل وإلخ . - واجب توفير مأوى للمحتاجين : يشمل هذا الواجب الاهتمام بإيجاد مأوى لليتيم والأرملة والفقير . - واجب الاهتمام بالتعليم : يلقى الواجب الأساسي للاهتمام بتعليم الأبناء على عاتق الوالد ، ولكن منذ فترة الهيكل الثاني تم توسيع هذا الواجب ليقع على عاتق الجمهور . إسرائيل جميعهم كفلاء بعضهم لبعض ... وجد الباحث بيني بورات 1 في أحد أبحاثه أن الكثير من الفرائض ذات الصلة بالمجال الاجتماعي تستعمل المصطلح العبري بمعنى " أخ " ( ابن نفس الشعب ) أو " صديق / قريب " . فيما يلي بعض الأمثلة : " إن كان فيك فقير غير أخيك [ ... ] فلا تقس قلبك ، ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير؛ بل افتح يدك له وأقرضه مقدار ما يحتاج إليه . " ( سفر التثنية ، 7-8 : 15 ) " في آخر سبع سنين تعمل إبراء؛ وهذا هو حكم الإبراء : يبرئ كل صاحب دين يده مما أقرض صاحبه . لا يطالب صاحبه ولا أخاه ، لأنه قد نودي بإبراء للرب . " ( سفر التثنية ، 1-2 : 15 ) " لا تظلم أجيرا مسكينا وفقيرا من إخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك ، في أبوابك . " ( سفر التثنية ، 14 : 24 ) "[ ... ] بل تحب قريبك كنفسك [ ... ] . " ( سفر اللاويين ، 18 : 19 ) "[ ... ] لا تقف على دم قريبك [ ... ] . " ( سفر اللاويين ، 16 : 19 ) لم نر ولم نسمع عن طائفة من بني إسرائيل لم يكن لها صندوق صدقات [ ... ] الرمبام ( موسى بن ميمون )، في كتابه " מ " תורה שנה ( تثنية الاشتراع ) أحكام الهدايا للفقراء ، الفصل 9 الحكم 3 ? المصطلحان العدالة والصدقة مشتقان في اللغة العبرية من نفس الجذر (צ . צדק( ما رأيكم هل هنالك علاقة جوهرية بين المصطلحين؟ اشرحوا . 1 بتصرف عن الدكتور بيني بورات : بعنوان : " الإنسان للإنسان أخ وصديق " تقديم الصدقات هو عمل شائع في أيامنا أيضا . في الصورة : صندوق صدقات حديث

מעלות הוצאת ספרים בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר