עמוד:78

أنا أقيم ذاتي مدينة البخلاء لاحظ أشرف أن أباه يبتسم ، وكلما قلب صفحة من الكتاب الذي يقرأ فيه هز رأسه وابتسم . ولما لم يجد سببا ظاهرا لابتسام والده ، اقترب منه وسأله : - ما يضحكك يا أبي ? فطوى والده الكتاب ، وأجاب وهو لا يزال يبتسم : - يضحكني بخلاء الجاحظ يا أشرف !! ثم أضاف : - إني لا أفهم شيئا مما تقول يا أبي : فابتسم والده وجعل يحدثه قائلا : - الجاحظ يا بني أديب عربي كبير ، يتميز بخفة الروح وسرعة الخاطر . وهو من أبناء العراق ، ولد بمدينة البصرة عام 159 هجرية / 775 ميلادية ، ثم انتقل إلى العاصمة المشهورة بغداد فأقام بها يدرس ويؤلف الكتب حتى توفي عام 255 هجرية / 869 ميلادية . وقد ألف حوالي مائة وخمسين كتابا أدبيا ، من أشهرها كتاب البخلاء ، هذا الذي كنت أقرؤه فأضحك من نوادر البخلاء التي سجلها فيه . وعاد أشرف يسأل : - ولكن ، لماذا سموه الجاحظ يا أبي ? فأجاب والده : - الواقع أن اسمه الكامل هو أبو عثمان عمرو بن بحر ، ولكنه كان قبيح الصورة وكانت عيناه بارزتين ، فأطلقوا عليه اسم الجاحظ لجحوظ عينيه ، أي بروزهما . نشط خيال الصبي يحاول أن يتخيل صورة الجاحظ ، ولكن والده استطرد يقول :

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר