עמוד:36

أنا أقيم ذاتي "دون كيشوت" يرسم فارسا في قرية من قرى مقاطعة " لامانش" كان يعيش نبيل يمتلك رمحا عتيقا وترسا صدئا وحصانا أعجف هزيلا ، كما كان لديه كلب سلوقي للصيد . كان هذا النبيل ذا دخل متواضع ، إذ كان الطعام وحده يأتي على ثلاثة أرباع هذا المعاش ، والطعام نفسه لا يتعدى لحم البقر المسلوق عند الغداء ، والخل مع الزيت مساء ، والبيض المقلي في أيام السبت ، أما في أيام الأحد فقد يتم تهيئة بعض أفراخ الحمام . فارسنا نفسه في الخمسين ، وهو صلب العود ، قوي البنية؛ وكان من عادته أن ينهض مبكرا . وقد اشتهر عنه أنه صياد ماهر . في أوقات فراغه كان يقرأ كتب الفروسية . وكان يقبل عليها بشغف بالغ ينسى معه الصيد كما يغفل عن إدارة أملاكه . وقد أدى به السهر الطويل إلى حالة من جفاف الدماغ ، فقد معها المقدرة على الحكم وإعطاء الآراء الصحيحة . في تلك المرحلة خيل إليه أن لا شيء أجمل من إحياء الفروسية التائهة القديمة ، بـحيثُ يقوم ، هو نفسه بدور الفرسان المغامرين القدامى ، فيتسلح كما كانوا يتسلحون ويركب حصانه ، ويضرب في الآفاق ساعيا وراء المغامرات ، مقوما أخطاء الناس ، مدافعا عن المظلومين . وأول ما فعله هو أنه أخرج أسلحة ظلت ملقاة في إحدى الزوايا ، من أيام والد جده ، وقد صدأت . ومن ثم عمد إلى تنظيفها وتقويمها على قدر الإمكان . ولكنه لاحظ ، بكثير من الألم ، أن الخوذة لم يبق منها سوى نصفها ، فما كان منه إلا أن استعاض عن الجزء المفقود بقطعة من الورق المقوى . ولما اطمأن إلى اختراعه ذاك ، اعتبر أنه أصبح مستكمل التسلح . هنالك توجه لفحص حصانه وظل يفكر طوال أربعة أيام ليختار له الاسم المناسب ، فوقع اختياره على اسم " روسينانت ، " وقرر أن يدعو نفسه " دون كيشوت . " وبينما كان " دون كيشوت" يجتاز إحدى الغابات إذ به يسمع أنينا ... أوه أوه ، ... فقال في نفسه : - " أواه ! يا لها من سعادة ! فلا شك في أنني سأقوم بأعز وأكرم واجب من واجبات الفرسان ، فأصوات الاستغاثة هذه صادرة عن إنسان ضعيف ، وعلي نجدته وإنقاذه . "

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר