עמוד:8

نقدية مما وفرته ، وفيها بعض الحلي الذهبية والفضية ، حتى الجد لم يكن يعرف بوجودها ، ولا بما فيها . - "يا يحيى ، كيف لقيتها " ? ظل الطفل صامتا ، وهو يحس الرعدة في جسمه . أسئلة كثيرة خامرت الجدة ، ولكن يحيى تسلل لينزل عن السلم . فقالت الجدة : "استنى ... أنا بنزلك ... استنى . " لم ينتظر ونزل عن السلم ، وما كادت قدماه تلامسان الأرض ، حتى انطلق يركض خارجا من البيت ، خوفا من العقاب . لكن أجواء المتخت كانت مغناطيسا يجذبه إليه ، فيتسلل كلما سنحت الفرصة . كان دائما يسرق تلك اللحظات أثناء غياب جدته . لم يكونوا يبعدون السلم ، فهو ثقيل وطويل . كان في بعض الأحيان يريد أن يسمع صوتا خارجا من الصندوق الذي خبأوا مفتاح قفله ، أو من تلك الزاوية البعيدة المعتمة . هل يمكن أن يظهر له جني أو عفريت ينام في النهار ويتجول في الليل ، يستيقظ على حركته؛ فيهب غاضبا يصيح في وجهه مهددا ?! " ليت ذلك العفريت يظهر . لا ... لا . قد يكون جنيا شريرا " ... وبين روح المغامرة واستطلاع المجهول وبين الرهبة مما قد تتكشف عنه الأمور ، أرجوحة مرهقة . " " شبيك لبيك ، عبدك بين إيديك . " يحمله العفريت على كتفيه وينطلق به في الفضاء ، وكان الوقت ظهرا . يحوم فوق قصر تلمع في قلاعه جواهر باهرة الألوان . " أنا بنيت هذا القصر ، فهل يكون القصر الذي تريده مثله . ? " أريد مثله في ساحة البلد ، هناك على البيادر . " أصدر العفريت أوامره إلى رجاله للبناء ، وقال : " سينتهون من بنائه بعد ساعتين . تعال أطوف بك في البلاد . " لم يزل يمتطي كتفي العفريت . كيف أمن ولم يخف . ?! قال يحيى : " أريد أن أفهم لغة الطيور والحيوانات . " " كنت من جن سليمان الحكيم ، ولذلك أستطيع أن أعلمك تلك اللغات . " رأى يحيى اللقالق تتجمع ، وقد رفعت ساقا واستندت إلى ساق واحدة . سأل يحيى : "أتعرف كنية اللقلق عند الفلاحين " ? فأجابه : "نعم ، أبو سعد ، وهو يأكل الحيات . "

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר