עמוד:101

وذات مرة عجزت الأم عن تدبير الطعام لها ولبنها . وعندما عاد أبو يوسف إلى البيت مساء وطلب الطعام ، دفعت له أمه طبقا مغطى ، وعندما كشفه وجد تحت غطائه أوراقا ودفاتر ، فسألها : - "ما هذا؟" فقالت له الأم بغضب : - "هذا ما أنت مشغول به طول النهار ، فكل منه ليلا . يا ولدي ، ابحث لك عن عمل ، يطعمنا بدل من هذه الأوراق والكراريس" . وفي صباح اليوم التالي شعر أبو يوسف بالضيق ، لأنه لم يبكر بالذهاب إلى مـجلس أستاذه؛ بل ذهب يفتش عن عمل وذهنه مشغول بالعلم والدرس . وعندما انتصف النهار ولم يجد عملا توجه إلى مـجلس أستاذه ، فسأله عما أخره ، فحكى له أبو يوسف الحكاية كلها ، فقال له أستاذه : - "لو أخبرتني بالأمر لكنت قد ساعدتك . ولكن ل تحزن يا ولدي ، فإن دروسك ستطعمك الحلوى بالفستق " ! قال أبو يوسف : "ولما كبرت وأصبحت قاضيا ، بفضل حبي للدراسة والعلم ، وقربني الخليفة هارون الرشيد إليه ، حدث ذات يوم أن قدمت للخليفة هارون الرشيد حلوى اللوز بالفستق الـمقشر ، فلما رأيتها تذكرت أمي -رحمها الله- وتذكرت قول أستاذي في صباي "ل تحزن يا ولدي فإن دروسك ستطعمك الحلوى بالفستق . " ! القاضي أبو علي التنوخي ( بتصرف )

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר