עמוד:100

الفصل الثاني العلم يطعم الحلوى ! مدينة البصرة في العراق تعد مهدا للعلوم على مر التاريخ ، تتميز بكثرة العلماء والأدباء والفلاسفة والشعراء ، فهم بعدد ما فيها من نخيل وأنهار؛ فهذا بيت الجاحظ الكاتب والأديب ، وذاك بيت الخليل العالم اللغوي ، وذلك بيت سيبويه مدون قواعد اللغة العربية ، وهنا الـمربد ملتقى الشعراء والأدباء ، والفلاسفة ، وهنا دكان الوراق الذي يبيع الكتب ، أو يقوم بنسخها بخط يده الجميل . عندما ذهبنا لنسأل عن شيخنا القاضي التنوخي ، توقفنا عند أول دكان ، وسألنا صاحبه ، بائع الخضار : - "أتعرف القاضي التنوخي"؟ ضحك الرجل وقال : - "ومن ل يعرف القاضي أبا علي الـمحسن بن أبي القاسم التنوخي " ! ؟ سألناه : - "وماذا تعرف عنه"؟ أجاب : - "أعرف كل ما تريدون معرفته عنه ، فهو قد ولد هنا في البصرة سنة 321 للهجرة ، في بيت كله علم وأدب ، إذ كان أبوه عالمـا قاضيا ، فدرس العلم على يد أشهر علماء البصرة ، ثم شب مـحبا للعلم والشعر ، وهو بعد ذاك راو ثقة للحديث النبوي الشريف ، وألف عددا من الكتب الـمهمة تجدونها عند جاري الوراق . " وفي دكان الوراق أخرج لنا صاحب الدكان بضعة من مؤلفاته وقال : - "تجمع مؤلفاته الحكايات والأشعار والآداب وسير الناس ، كتبها بأسلوب رشيق ولغة سهلة . " سألـنا الوراق : - "وأين نجد أبا علي والآن"؟ وجم الوراق وقال : - "يبدو أنكما غريبان عن البصرة ، فالقاضي أبو علي توفي في بغداد قبل أشهر ، حيث تولى القضاء هناك ، وفي عدد من الـمدن والنواحي ، وكان مشهورا بالعدل ودقة الأحكام . **** وكتاب الفرج بعد الشدة هو أشهر كتب القاضي أبي علي التنوخي ، يضم حكايات عن أشخاص مروا بـمصائب ومـحن ومواقف صعبة ، حتى كان الفرج . فتعالوا نستمع لحكاية مـمتعة من حكايات هذا الكتاب ، بعنوان "العلم يطعم الحلوى ! " يحكى أنه عندما كان القاضي أبو يوسف صبيا فقير الحال ، مـحبا للعلم والدرس ، كان يذهب كل يوم يطالع ويقرأ كتب الفقه والدين والقضاء طول النهار عند أستاذه ، وعندما كان أبو يوسف يعود إلى البيت ، كان يطالب أمه بالطعام .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר