עמוד:148

اﻹﺟﻤﺎع اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة أن أي ﺟﺪال أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺳﻴﺤﺴﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، وﻟﻴﺲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻹﺟﺮام واﻟﻌﻨﻒ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻼن ﺧﻄﺮًا ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ .واﺟﺐ اﻧﺼﻴﺎع اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﺗﻘﺮر ﺿﻤﻦ ﺣﺴﻢ اﻷآﺜﺮﻳﺔ هﻮ ﻣﻔﺮوض ﻣﺎداﻣﺖ اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، وهﻲ ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﻠﺰم اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪم اﺳﺘﻐﻼل ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻟﺤﺮﻣﺎن اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﻷآﺜﺮﻳﺔ أو ﻗﻤﻊ ﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻨﻜﺮ اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻮاﺟﺐ وﺗﺨﺎﻟﻔﻪ - أي ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺎء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﻈﻢ، ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻈﺎهﺮ- وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﻨﻊ اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻗﻨﺎع اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم ﻟﺼﻔﻮﻓﻬﺎ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮم اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺳﻠﻮآﻬﺎ هﻮ اﺳﺘﺒﺪادي، وﻋﻨﺪهﺎ ﻳﺒﻄﻞ واﺟﺐ اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﺮورة اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن. ﺐﺟاو مﺪﻋ عﺎﻴﺼﻧﻻا نﻮﻧﺎﻘﻠﻟ :ﺮﻣﻷا ﺮﻴﻏ ﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا ﻞﻜﺸﺑ ﻊﻃﺎﻗ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ آﻞ ﻋﺪم اﻧﺼﻴﺎع ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن، ﻷﻣﺮ أو ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﻌﻼ .ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت - أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺴﻜﺮي –ﻳﻜﻮن ﻣﻦ واﺟﺐ اﻟﺠﻨﺪي ﻋﺪم اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن أو ﻷﻣﺮ "ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ." ﺮﻣﻷا ﺮﻴﻏ ﻲﻧﻮﻧﺎﻘﻟا ﻞﻜﺸﺑ ﻊﻃﺎﻗ هﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن أو أﻣﺮ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻣﻊ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ أﺧﻼﻗﻲ .ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﻋﺪم اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﻸﻣﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ، واﻟﺬي ﻳﻨﺼﺎع ﻟﻤﺜﻞ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻘﺪم ﻟﻠﻤﺤﺎآﻤﺔ .ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ هﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻋﻄﻲ ﻓﻲ آﻔﺮ ﻗﺎﺳﻢ، اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺜﻠﺚ .ﺑﺘﺎرﻳﺦ 29.10.1956 وﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺮب ﺳﻴﻨﺎء ﻓﻘﺪ رﻓﺾ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮى اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎء وﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ .وآﺎن ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺳﻜﺎن اﻟﻘﺮى اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺜﻠﺚ أن ﻳﺄووا إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ أﺛﻨﺎء ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻮل .وآﺎن اﻷﻣﺮ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺼﺮاﻣﺔ: "ﻟﻦ ﺗﺠﺮى أﻳﺔ اﻋﺘﻘﺎﻻت وﻳﺠﺐ إﻃﻼق اﻟﺮﺻﺎص ﻟﻘﺘﻞ آﻞ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻮل" • وﻗﺪ ﻧﺸﺮ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﻴﺮة ذﻟﻚ ﻟﻴﻮم، ﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮا ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺼﺒﺎح اﻟﻤﺒﻜﺮة ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺧﺎرج اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا دق ﻋﻠﻤﻮا ﺑﻤﻨﻊ اﻟﺘﺠﻮل .وﻋﺎدوا ﻣﻌﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ آﺎﻟﻤﻌﺘﺎد ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻳﻮم ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ . وهﻜﺬا ﻓﻮﺟﺊ اﻟﻔﻼﺣﻮن ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ آﻔﺮ ﻗﺎﺳﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎدوا إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎء ﻧﻴﺮان وﺣﺪة ﺣﺮس اﻟﺤﺪود اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﺮاﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ .ﻓﻘﺘﻞ ﺳﺒﻌﺔ وأرﺑﻌﻮن ﺷﻬﻴﺪًا ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة اﻣﺮأة وأﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻃﻔﻼً ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرهﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة رﻣﻴًﺎ ﺑﺮﺻﺎص ﺣﺮس اﻟﺤﺪود ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻗﺎﺋﺪهﻢ .ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ اﻟﻘﺮى اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻘﺮﻳﺔ آﻔﺮ ﻗﺎﺳﻢ، ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎدوا ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﺗﻢ اﻋﺘﻘﺎﻟﻬﻢ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺧﺮق ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻮل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﺣﺪة ﺣﺮس اﻟﺤﺪود اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﺮاﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﻗﺮاهﻢ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺮﺻﺎص .ﻓﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﺷﺮﻃﺔ ﺣﺮس اﻟﺤﺪود وﻗﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻜﻔﺮ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﺪم ﻗﺘﻞ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﻠﻬﻢ ﻧﺒﺄ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻮل اﻟﻤﻔﺮوض ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. اﻟﻘﺎﺋﺪ واﻟﺠﻨﻮد ارﺗﻜﺒﻮا اﻟﻤﺠﺰرة ﻓﻲ آﻔﺮ ﻗﺎﺳﻢ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻠﻤﺤﺎآﻤﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وأدﻳﻨﻮا .وﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ . ﻓﺎدﻋﻰ اﻟﻤﺘﻬﻤﻮن ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻧﻔﺬوا أﻣﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ .ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ هﺬا اﻻدﻋﺎء وﻗﺮرت أﻧﻪ آﺎن ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﻦ ﺷﺎرك ﻓﻲ • יגאל עילם ,מלאי הפקודות ,ירושלים :כתר ,9019.

ישראל. משרד החינוך. האגף לתכנון ופיתוח תוכניות לימודים

دار النهضة للطباعة و النشر בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר