|
עמוד:168
168 في قضيّةٍ ما بعمقٍ عندَما تكونُ مُرهَقًا فكريًّا . كذلك، فإنّ القدرةَ على التفكيرِ دونَ أيِّ نوعٍ مِن ضغوطِ الوقتِ أمرٌ مُهمٌّ أيضًا . 7 وربّما يكونُ في الحكايةِ التاليةِ جلاءٌ لمفهومِ المر ونةِ العقليّةِ . إليكمُ الحكايةَ : 8 كانِتْ هناك ذبابةٌ تحاولُ الخروجَ مِن نافذةٍ مُغلَقةٍ، وظلَّتْ تحومُ وتحومُ إلى أن نفِذَتْ طاقتُها وماتَتْ . وكانَ بالقربِ منها بابٌ مفتوحٌ، ولكنَّها لم تحاولْ حتّى أن تبحثَ عَن طريقةٍ أخر ى للخروجِ، وأصرَّتْ على طريقةٍ واحدةٍ للخر وجِ مرّةً تلوَ الأخر ى إلى أن ماتَتْ . لقد كانَ باستطاعتِها أن تخرجَ مِن هذا المأزقِ لو أنّها حاولَتْ فقط، لكن لم يكنْ لديها المر ونةُ الكافيةُ . 9 في المقابلِ، وضعوا فأرًا في متاهةٍ، ووضعوا في آخرِها قطعةً مِنَ الجُبنِ . الفأرُ كانَ مُصرًّا على إيجادِها؛ فبدأَ يبحثُ ويجرّبُ طريقًا مُختلفًا كلّما فشلَ . لقد كانَ غايةً في المر ونةٍ؛ ففي كلِّ مرّةٍ واجهَ فيها أيَّ عقبةٍ أو فشلٍ كانَ يقفُ لعدّةِ ثوانٍ ويغيّرُ خطّتَهَ ويتصرّفُ بسرعةٍ إلى أن نالَ مكافأتَهُ، ووصلَ أخيرًا إلى قطعةِ الجُبنِ، وأكلَها . غيّروا مكانَ قطعةِ الجبنِ، وأعادوا الفأرَ مرّةً أخر ى إلى المتاهةِ مِن مكانِ بدايةٍ مُختلفٍ . جر ى الفأرُ إلى المكانِ السابقِ الذي وجدَ فيه قطعةَ الجبنِ في المرّةِ الأولى، ولكنّهُ لم يجدْ شيئًا، فظلَّ يبحثُ عنها في كلِّ مكانٍ مُجرّبًا طرائقَ أخر ى للوصولِ إلى قطعةِ الجُبنِ إلى أن حصلَ عليها وأكلّها بشهيّةٍ . 10 هكذا، وكلّما كانَ بإمكانِك تحدّي نفسِك لتسمحَ لها بخوضِ بعضِ التجاربِ الجديدةِ إيذانًا بالتغييرِ، كانَ مِنَ الأسهلِ دمجُ المر ونةِ في حياتِك اليوميّةِ . المر ونةُ العقليّةُ مدعومةٌ بالتجديدِ والإبداعِ، وهي تساهمُ في نموِّ الدماغِ وتطوّرِهِ طوالَ العمرِ .
|