עמוד:135

135 المحورُ الخامسُ - تحتَ المجهرِ السادسِ، واعتبر وا أنّ فناءَ الجنسِ البشر يِّ باتَ وشيكًا، إذ ستصبحُ الأرضُ غيرَ قابلةٍ لإيواءِ غيرِ النملِ والصراصيرِ . 6 ليسَ مِن بابِ المبالغةِ أوِ المباهاةِ أقولُ إنّه ل يوجدُ جيلٌ أكثرُ حظًّا مِنَ الجيلِ الذي أنتمي إليه . كيفَل وجيلي هو الذي شاهدَ بأمِّ عينيْهِ دقيقةً بعدَ دقيقةٍ نزولَ أوّلِ إنسانٍ على سطحِ القمرِ، وأوّلِ مسبارٍ على سطحِ المرّيخِ، غيرَ متجاهلٍ ما عاشَهُ مِن ثورةٍ في ميادينِ العلمِ والتكنولوجيا والصناعةِ والمواصلاتِ ووسائلِ التّصالِ . 7 في هذه العقودِ السبعةِ التي عشتُها، شاهدْتُ انهيارَ الإمبراطوريّاتِ الستعماريّةِ الفرنسيّةِ والإنجليزيّةِ، وانهيارَ الإمبراطوريّةِ السوفياتيّةِ وانحسارَ الشيوعيّةِ وتقدّمَ الديمقراطيّةِ وأفولَ نجمِ الغربِ ، وتراجعَ النظريّاتِ العنصريّةِ وانتخابَ رئيسٍ أسودَ في أميركا، واكتسابَ النساءِ جُلَّ حقوقِهنَّ، ناهيكَ عن صدورِ أوّلِ وثيقةٍ تُجمِعُ عليها البشريّةُ بأكملِها، أل وهي الإعلانُ العالميُّ لحقوقِ الإنسانِ . كأنّ الزمانَ الذي احتاجَ إلى مئاتٍ الآلفِ مِنَ السنينِ للمرورِ مِنَ الحضارةِ الأولى المبنيّةِ على اكتشافِ النارِ، إلى الحضارةِ الثانيةِ التي بُنيَتْ على الثورةِ الزراعيّةِ، واحتاجَ إلى عشرةِ آلفِ سنةٍ للمرورِ إلى الثورةِ الصناعيّةِ؛ اكتفى ببضعةِ عقودٍ للمر ورِ إلى الحضارةِ الرابعةِ، حضارةِ المعلوماتِ . ول أحدَ يعرفُ ما هي ملامحُ الحضارةِ الخامسةِ ول على أيِّ ثورةٍ جديدةٍ ستُبنى دعائمُها، لكنّ المؤكّدَ الوحيدَ هو أنّنا على أعتابِها . 8 وهنا، تجدرُ الإشارةُ إلى أنّ الطفرةَ العلميّةَ والتكنولوجيّةَ التي ميّزَتِ القرنَيْنِ الأخيرَيْنِ عن مئاتِ آلفِ السنينَ الماضيةِ في تاريخِ البشريّةِ، قد رفعَتِ الفعّاليّةَ في القدرةِ على البناءِ إلى أعلى الدرجاتِ، كما أوصلَتْ نفسَ القدرةِ على الهدمِ إلى مستوياتٍ مُرعبةٍ . 9 انظرْ كيفَ أعطَتْنا السيطرةُ على الطاقةِ الذرّيّةِ الكهرباءَ، ثمّ أعطَتْنا الإشعاعاتِ النوويّةَ الحاملةَ للسرطانِ والقنابلَ القادرةَ على محوِ الحياةِ مِنَ الأرضِ؛ وانظرْ كيفَ أدّى تشغيلُ ملايينِ العاملينَ في صناعاتِ الفحمِ والبترولِ والسيّاراتِ إلى كارثةِ الحتباسِ الحرار يِّ . ثمّ انظرْ كيفَ مكّنَ اكتشافُ المضادّاتِ الحيويّةِ مِنَ التغلّبِ على الأمراضِ الجرثوميّةِ التي عصفَتْ مرارًا وتكرارًا بالمجتمعاتِ والدولِ طيلةَ القر ونِ الماضيةِ، وأدّى في الوقتِ نفسِهِ - إلى مقاومةِ الجراثيمِ لكلِّ هذه المضادّاتِ؛ فأنتَل تَبسطُ سيطرتَكَ على أعماقِ الغاباتِ الستوائيّةِ، وتستثمرُ بكلِّ جشعٍ خشبَها، دونَ أن تتّصلَ معَ الشمبانز ي والخفافيشِ، فتعودُ للقريةِ الصغيرةِ ثمّ للعالَمِ الواسعِ بفير وسِ إيبول أو بآخرَ . مِن مكّنَ اكتشافُ المضادّاتِ الحيويّةِ مِنَ التغلّبِ على الأمراضِ الجرثوميّةِ

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר