עמוד:82

82 الإنجابِ كولاّدةَ وفاطمةَ . ولمّا جاورَ العربُ الظباءَ والمها، كانتْ محطَّ إعجابِهِم؛ فسلبوها طولَ العنقِ وسمَّوا البنتَ جيْداءَ، وسلبوها حَوَرَ العينِ فسمَّوْها حوْراءَ، ولم يبخُلوا على أنفسِهِم بالتسميةِ المباشَرةِ فسمَّوْا : غزالة، ظبْية، مها وريم . 8 في مصرَ مثلاً، اتّبعَ أهلُها قديمًا عاداتٍ تفرّدوا بها في تسميَةِ أبنائِهِم؛ فبعضُهم يختارُ عدّةَ أسماءٍ، يُكتَبُ كلُّ اسمٍ مِنها على زجاجةٍ، ويقصدُ الوالدُ رجلَ دينٍ لاختيارِ إحدى الزجاجاتِ، وبعدَ الاختيارِ يعودُ الأبُ بالزجاجةِ والاسمُ الميمونُ عليها . بينما يُشعلُ آخرونَ فتائلَ سبعًا، تحملُ كلٌّ منها اسمًا للمولودِ الجديدِ، وآخِرُ ما ينطفئُ مِنَ المشاعلِ هي التي تزفُّ الاسمَ لذوي المولودِ، أملاً بالعمرِ المديدِ . 9 في مجتمعِنا اليومَ، يُعتبرُ اختيارُ الاسمِ امتدادًا لمشر وعٍ أبويٍّ؛ وقد يقعُ حظُّ المولودِ بِأن يُطلِقَ عليه ذَووهُ اسمًا لشخصيّةٍ تاريخيّةٍ كانَ لها أثرٌ في صنعِ التاريخِ، ويتفاءلونَ بهذه التسميَةِ ليحملَ المولودُ صفاتِ هذه الشخصيّةِ مستقبلاً، وبعضُهُم يسعى إلى التفرُّدِ في التسميةِ؛ فيطلقونَ على مولودِهم اسمًا ذا وقعٍ لم يتداولْهُ غيرُهُم . 10 وقد درجَ العربُ على تسميةِ الولدِ باسمِ جدِّه لأبيهِ، والبنتِ باسمِ جدتِها لأبيها أو لأمِّها، احترامًا وتخليدًا ووفاءً؛ فيتبوّأُ الحفيدُ مكانةً عندَ جدِّهِ، وعندَها يصحُّ القولُ : "إنّ ولدَ الولدِ لأعزُّ وأغلى مِنَ الولدِ" . وإن شاءَتِ الأقدارُ أن يحملَ الحفيدُ اسمَ جدِّهِ ثارَ بركانُ الحبِّ في صدرِ الجدِّ وثارَتْ قريحتُهُ، ليتوسَّمَ في حفيدِهِ صفاتِهِ ويتوخّى منه أن يعتدَّ بمناقبِهِ . فتسميةُ الحفيدِ باسمِ جدِّهِ تُسعِدُ الجدَّ لأنّهُ ير ى في حفيدِهِ امتدادًا لعمرِهِ، ومصدرًا لأُنسِهِ، وعوْدًا لطفولتِهِ، ولِمخزونِ ذاكرتِه التي طُوِيَتْ عبرَ السنينَ . فالحفيدُ هو الرابطُ بينَ ماضي الجدِّ وحاضرِ الحفيدِ . 11 في بعضِ الأحيانِ، قد يكونُ اسمُ الجدِّ إرثًا ثقيلاً على حاملِهِ، لذا بدأَ البعضُ بالتخلّي عن هذا التقليدِ، وذلك منعًا لاختلاطِ الأسماءِ أو لعدمِ مناسبةِ الأسماءِ القديمةِ لجيلِ الأحفادِ .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר