עמוד:22

22 الذائقةِ العربيّةِ التي اعتادَت على تمجيدِ الشعرِ لقرونٍ طويلةٍ معتبرةً إيّاه ( أيِ الشعرَ ) الفنَّ الأرقى، وربّما الفنَّالوحيدَ . مِن هؤلءِالر وّادِنذكرُالمسرحيَّاللبنانيَّمار ون النقّاش ( 1855 - 1817 ) ، الذي يُعتبرُ صاحبَ الفضلِ في نشأةِ المسرحِ العربيِّ الحديثِ، وأحمد أبو خليل القبّانيّ ( 1833 - 1903 ) الذي يُعتبرُ المؤسّسَ الأوّلَ للمسرحِ الحديثِ في سوريا . إلّ أنّ ريادةَ المسرحِل تقتصرُ على لبنانَ وسوريا، بل نجدُ أنّ هذا الفنَّ قد تطوّرَ وانتعشَ في مصرَ أيضًا، وقد قامَ يعقوب صنّوع ( 1839 - 1912 ) بالخطوةِ الجِدّيّةِ الأولى في سبيلِ إقامةِ مسرحٍ عربيٍّ فيها . 8 على صعيدِ تأليفِ النصِّ المسرحيِّ العربيِّ، فإنّ الريادةَ فيه كانت لمصرَ، ومِن ر وّادِ التأليفِ هناك إبراهيم رمزي ( 1884 - 1949 ) ومحمّد تيمور ( 1892 - 1921 ) ، ثمّ ظهرَ الكاتبُ الكبيرُ توفيق الحكيم ( 1898 - 1987 ) الذي كانَ له دورٌ هامٌّ جدًّا في دعمِ الحركةِ المسرحيّةِ ابتداءً مِن مسرحيّتِهِ المفقودةِ "الضيفُ الثقيلُ" ( 1919 ) ، حتّى أوّلِ مسرحيّةٍ وصلتْنا كاملةً وهي "المرأةُ الجديدةُ" ( 1923 ) . 9 منذُ انطلاقتِهِ الأولى، ل يزالُ المسرحُ العربيُّ باحثًا عن هويّتِهِ الخاصّةِ البعيدةِ عنِ النقلِ والقتباسِ محاولً أن يحقّقَ لنفسِهِ مكانةً كالمكانةِ التي للمسرحِ في أوروبّا . لقدِ احتلَّ المسرحُ في أوروبّا مكانَ الصدارةِ في تدريجِ الفنونِ على اختلافِ أشكالِها؛ فقدِ استقطبَ حولَهُ جمهورَ الصفوةِ منذُ القرنِ السابعَ عشرَ حتّى يومِنا هذا، وقد كُتِبَتِ الأعمالُ المسرحيّةُ، آنذاكَ، وعُرِضَتْ أمامَ طبقةِ النبلاءِ والبرجوازيّينَ والمثقّفينَ، وتمَّ توفيرُ المعلوماتِ الضر وريّةِ لأبناءِ هذه الطبقةِ كي يفهموا المسرحَ ويتذوّقوهُ، ويُدرِكوا أساليبَهُ الفنّيّةَ ومضامينَهُ الجتماعيّةَ؛ فأينَ يقفُ مسرحُنا العربيُّ إزاءَ 9 ذلك؟ بتصرّف عن : رياض كامل، "نشأة المسرح العربيّ الحديث" أنواعُالدراما المسرحيّةِ 9 سيأتي الحديثُعنِالمسرحِالمحلّيِّفي البلادِفي مجال المشاهدةِوالستماعِ . المسرحُ التراجيديُّ والدراما الجادّةُ هو النمطُ الأساسيُّ لأنواعِ المسرحِ التقليديِّ القديمِ . يعرضُ المسرحُ التراجيديُّ قصّةً أو مأساةً ما تعكسُ الصراعَ الأبديَّ بينَ الخيرِ والشرِّ، والتناقضَ الدائمَ في سلوكِ النفسِ البشريّةِ، كذلك، فإنّه يُحاكي أحداثًا تثيرُ الألمَ وتنتهي غالبًا، بنهايةٍ حزينةٍ . إلى جانبِ ذلك، قد يحتوي هذا النوعُ مِنَ المسرحِ في العصرِ الحديثِ على بعضِ العناصرِ والمواقفِ الجانبيّةِ الهزليّةِ، أو على قصصٍ ثانويّةٍ هامشيّةٍ تُظهرُ التباينَ بينَ الشخصيّاتِ والمواقفِ . 1

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר