עמוד:14

14 الملكُ : نحنُ هنا لإنصافِ المظلومِ، إنّما ل يحبُّ مولكِ التفجّعَ والعويلَ . انهضي يا امرأةُ، واروي لنا ما جر ى . أمُّ عزّة : [ تساعدُها ابنتُها على النهوضِ ] يا ملكَ الزمانِ، مَن كان مثلَنا ل يستطيعُ إلّ أن يبكيَ على حالِهِ، ويشكوَ مِن زمانِهِ . جِئْنا نطلبُ الإنصافَ، وعدلُ مولنا ل يُفْلِتُ ظالمًا، ول يُهمِلُ ظُلامةً . كانت قسمتي في هذه الدنيا الفانيةِ أن أتز وّجَ رجلاً قليلَ الهمّةِ، عديمَ الحيلةِ . عرقوب : [ متّخذًا سمةَ الجِدِّ والأهمّيّةِ ] يا امرأةُ، لم تأتي لتُشغلي موليَ بأسرارِ ز وجِكِ وانحلالِ همّتِهِ . عزّة : [ تلحظُ عرقوب وتجحظُ عيناها ] أمّاهُ، انظر ي . . . كأنّهُ عرقوب ! أمُّ عزّة : [ تنظرُ وتهمسُ بغضبٍ ] ل تكوني حمقاءَ ! أتخلطينَ بينَ الوزيرِ الخطيرِ وعرقوب؟ ! الملكُ : ل تُربِكِ المرأةَ أيُّها الوزيرُ ! يلَذُّ لي أن أر ى بساطةَ الرعيّةِ وهي تتحدّثُ عن همومِها الصغيرةِ . مصطفى : كأنّي الذي يتكلّمُ . . . امتدادي الذي يتكلّمُ . مَن هو؟ مَن أنا؟ . . . أمُّ عزّة : [ وابنتُها تندسُّ فيها وهي ترامقُ، خِلسةً عرقوب ثمّ الملكَ ] عندما تسقطُ الذبيحةُ يا موليَ، ل تستطيعُ أن تُخفيَل سوأةً ول عورةً . هذه هي الحقيقةُ . زوجي عديمُ الحيلةِ، وفي هذا الزمانِ يُؤكلُ مَن ل يُحسِنُ التحايلَ والحتيالَ . تركَ له أبوهُ فَضلةَ رزقٍ ومالٍ، ولِصغرِ سنِّهِ، جعلَ عليه وصيًّا واسعَ الذمّةِ يا ملكَ الزمانِ، أراد أن يلتهمَ الميراثَ كلَّهُ، ولم نستطعْ أن ننتز عَ مِن مخالبِهِ إلّ النصفَ أو أقلَّ . شَكَوْناهُ للقاضي؛ فما انتفعْنا شيئًا، لفَّ بنا ودارَ ثمّ طردَنا بعدَ تقريعٍ وتأنيبٍ . لملمْنا ما بقيَ عندَنا، جمعْناهُ، وفتحَ زوجي به محلاًّ لتجارةِ القُماشِ في السوقِ الكبيرةِ . في البدايةِ مشتِ الأحوالُ حسنةً، راجَ البيعُ وكثُرَتِ المعاملاتُ . لكنّ أولدَ الحرامِ أكثرُ مِن أولدِ الحلالِ . ضاقَت عيونُ التجّارِ، وعلى رأسِهِمِ الشهبندرُ الأكبرُ؛ فنصبوا لزوجيَ مكيدةً فاحشةً، ولقلّةِ حيلتِهِ لم ينتبهْ إلّ بعدَ أن أوقعوهُ، وإلى الإفلاسِ رمَوْهُ . لم نفهمْ كيفَ جر ى الأمرُ، كلُّ ما عرفْناهُ أنّهُ مِن عملِ الشهبندرِ وشركاهُ . لم تبقَ، هذه الأيّامَ، أخلاقٌ أو ذممٌ . نهشونا يا ملكَ الزمانِ كما تُنهَشُ الذبيحةُ . وما زالَت حالُنا تسوءُ حتّى تخبّلَ زوجي [ عرقوب يتنحنحُ ] وغرقَ في الكأسِ واليأسِ . أصبحْنا ل تحتَنا ول فوقَنا، وابنتي الوحيدةُ لن أجدَ لها سترةً كريمةً . عزّة : أمّي ! أمُّ عزّة : ل تخجلي يا ابنتي ! هو مَولنا وراعينا، ويجبُ أن يعرفَ كلَّ بلوانا . يا ملكَ الرعيّةِ، ليس لنا بعدَ اللّهِ سواكَ . جئْنا نتوسّلُ إليكَ أن تُنصفَنا وتردَّ لنا ما ضاعَ مِن حقِّنا . [ الملكُ ساهِمٌ يداعبُ البلطةَ ] مصطفى : هي زوجتُهُ وتلكَ ابنتُهُ، ولم يتعرّفْ أحدٌ إلى أحدٍ . أأنا مسحور ٌ أم أصابَ عقليَ أمرٌ مِنَ الأمورِ؟ محمود : الثنانِ معًا . عزّة : [ وهي تتململُ مندسّةً بأمِّها ] أمّاه . . . انظر ي إلى الملكِ، إنّي خائفةٌ ! أمُّ عزّة : [ هامسةً ] خائفةٌ ! خائفةٌ ! اصطحبْتُكِ لتقوّيني ل لتخافي .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר